الحواس الخمس وإدراك البيئة المحيطة
عندما نفكر في الحواس يتبادر إلى ذهننا الحواس الخمس الرئيسية، إذ أن لدى الكائنات الحية خمس حواس أساسية. ترسل أجهزة الاستشعار المرتبطة بكل حاسة معلومات إلى الدماغ مما يساعدنا على فهم وإدراك العالم من حولنا.
الشم. التذوق. السمع. البصر. اللمس. خمس حواس أساسية في جسم الإنسان لا نستطيع الاستغناء عن واحدة منها، وتكمل كلاً منها الأخرى. ولكل منها وظيفة أساسية تقوم بها. حتى تجعل الإنسان يشعر بكل ما يدور حوله. والتواصل مع الآخرين (عبد النبي، 2017).
ما هو الإحساس الناتج عن الجوع؟
الجوع هو أمر فسيولوجي. يظهر بشكل خاص عند سماع قطرات الجلوكوز والشعور بالأعراض: تقلصات في المعدة، قرقرة في البطن، الشعور بالإرهاق و/ أو البرودة، والتهيج … فعند الجوع. يمكنك أيضًا تناول أي شيء.
ما هو الإحساس الناتج عن ضيق التنفس؟
عندما تحبس أنفاسك، فإن الضغط الذي تشعر به على رئتيك ليس نتيجة الحاجة إلى التنفس. ولكنه نتيجة لتراكم ثاني أكسيد الكربون الذي يحاول جاهداً الخروج من جسدك. وهذا التراكم يصبح أكثر إيلاماً بمرور الوقت. ولتقليل ذلك يجب تنظيف رئتيك تماماً من أي آثار لغاز ثاني أكسيد الكربون متراكمة من قبل أن تحبس أنفاسك.
ما هو الإحساس الناتج عن الانتماء للمبيئة المحيطة؟
يعتبر الشعور بالانتماء من الحاجات الأساسية التي يتشكل منها بناء نفس الإنسان، وهو حاجة وشعور مؤثر ومهم في تقدير الإنسان لنفسه. فمن خلال هذا الشعور يحدد الفرد قيمته عند المجتمع.
وكذلك يستشعر قيمة المجتمع في حسه. والشعور بعدم الانتماء هو غربة حقيقية يعيشها بعض الناس. وتضعف من إنجازاتهم المتوقعة منهم، أمام أنفسهم وأمام الآخرين كذلك،
فالانتماء هو قيمة جوهرية تحث على المسؤولية وتدفع الفرد للإنجاز. وتبين من خلال الدراسات العلاقة بين الحاجة للانتماء والحاجة للإنجاز. (ربيعة، 2017، ص24).
هل هناك حواس غير الحواس الخمسة؟
باعتقادي هناك حواس غير الحواس الخمس، كحواس التوتر الموجودة في عضلات الدماغ والتي تقوم برصد توتر العضلات، وحاسة الألم. وهي نظام حسي فريد ويتكون من ثلاثة أنواع متميزة من مستقبلات الألم وهي (الجلدية، الجسدية مثل العظام والمفاصل، الحشوية وهي أعضاء الجسم.
بالإضافة لإدراك الزمن والتوقيت. وهي آلية في المخ تعمل على الشعور الدقيق بالوقت. وخصوصاً عند صغار السن. (عبد النبي، 2017).
وهناك حواس أخرى لا يعرفها غالبية البشر، كالمستقبلات العصبية التي تتحسس الحركة لتضبط توازن الرأس وميلانه، وكذلك المستقبلات الحسية الحركية المسؤولة عن كشف تمطط العضلات والأوتار، مما يساعد الناس على إدراك وضعية أطرافهم، وتتحسس مستقبلات أخرى مستويات الأوكسجين في شرايين معينة (نقشو، 2018).
ومع ذلك، أعتقد أننا قادرون على إدراك أكثر من ذلك بكثير، فالإحساس هو طريقة يتلقى بها الدماغ المعلومات من داخلنا وخارجنا.
لذلك يوجد هناك حواس لا تتلقى المعلومات من البيئة فحسب، بل من داخلنا أيضًا. مثل: الحس العميق، والتوازن، والإحساس بالحرارة، والألم، والجوع، والتوتر، والحكة، والضغط، وضيق التنفس، والمشاعر. مثل: الانتماء (الانفتاح والتقبل)، والأمان، والخوف. بالإضافة إلى الرغبات والحاجات البشرية بشكل عام (هيسكي، 2019).
وظيفة الإحساس وأهميته.
الإحساس هو واحد من الحواس التي تكمن أهميتها الحقيقية في تعريف الفرد على العالم الذي يُحيط به. هذا بالإضافة إلى أنه الأثر الذي ينشأ في النفس جراء انفعال أي من أعضاء الجسم. كما أنه يُعد ظاهرة من أهم الظواهر التي تتعلق بعلم وظائف الأعضاء النفسي.
وهذه الظاهرة تتمكن من التعبير عن الأثر الحادث في أي من الحواس؛ نتيجة لإثارة أي من المثيرات الخارجية لأي من الحواس؛ وذلك من خلال نقل هذا الأثر. أو الانفعال عن طريق بعض المراكز العصبية الموجودة في المخ.
ومنها يتم ترجمتها إلى العديد من حالات الشعور البسيطة التي تُعرف بالإحساس. الذي يتمثل في الإحساس بالصوت، أو بالضوء، أو الروائح، أو الطعم، أو الحرارة، أو الضغط، وما إلى ذلك.
العلاقة التي تربط بين الإحساس والحواس المختلفة.
يحتاج الإحساس إلى تعديل وتحسين وخاصة عند تعكر المزاج وحدوث المواقف السلبية والمحزنة. عندها لابد من العمل على تحسين المزاج من خلال التنزه وتحسين الإحساس البصري. أو من خلال سماع الأغاني الجميلة والمريحة لتحسين الإحساس السمعي، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الحواس.
كما أن لممارسة اليوغا فوائد على الصحة النفسية والجسدية في التخفيف من حدة التوتر والتخلص من القلق. وبالتالي تعديل المشاعر الحسية وتحسين المزاج.
ويرتبط الإحساس بالحواس فهو: ظاهرة فيزيولوجية نفسية (عملية حسية) تعبر عن الانطباع الحاصل لإحدى حواسنا. نتيجة مثير داخلي أو خارجي (السلطاني، 2016). وبالنسبة لي، أعتقد أن التعمق في مفهوم الإحساس من خلال تعديله أو تحسينه أمراً مربكاً للمجتمعات عامةً، لأنه وكما أسلف المفهوم الواسع يؤدى إلى الارتباك والمزيد من التساؤلات.
ما هو السبب الذي يمنع أصحاب البحوث بدراسة إمكانية تواجد حواس أخرى.
أولاً – أن العلماء يؤمنون بالرؤية والحقائق.
فمثلًا: يمكن بسهولة فهم الحواس الخمسة من خلال الحقائق، نحن نسمع ونرى وهذه حقيقة. ولكن ماذا عن المكفوفين وغيرهم من الذين فقدوا أحد حواسهم. قد لا يتلقون المعلومات من البيئه ولكنهم يتلقونها من داخلهم.
فإن كنا نتحدث عن الحواس التي ندرك بها الأمور من داخلنا، فإننا نشعر بها ولكننا غير قادرين على إظهارها لإثباتها.
ثانياً – ربما لا يتم الاعتراف بالعديد من الحواس غير الأساسية.
لأنها حواس قائمة على علاقتها المباشرة أو غير المباشرة بواحدة أو أكثر من الحواس الخمسة الأساسية. فمثلًا: الإحساس بالألم هو توسيع لحاسة اللمس (الإحساسات الجلدية).
ثالثاً – السبب الحقيقي وراء ذلك هو عدم وجود معنى دقيق للحواس.
إذ أن التعريف الواسع والعام يؤدى إلى الارتباك والمزيد من التساؤلات. كما أن الاحتفاظ بالحواس الخمسة (الأكثر أولوية) دون التوسع الشامل لها (الأقل أولوية) سيكون أقل ارتباكاً للمجتمعات عامةً (هتماتشر، 2019).
اقرأ أيضاً مهارات القراءة - ما هو دور الاشتراط التقليدي والاشتراط الإجرائي في تطوير مهارات القراءة .
المراجع.
- ربيعة، علاونة. (2017). الانتماء وعلاقته بتحقيق الذات لدى الطالب الجامعي، دراسة ميدانية بجامعة محمد لمين دباغين سطيف2، العدد /3، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.
- عبد النبي، نهير. (2017). مش بس خمسة.. حواس أساسية في جسم الإنسان لا نعلمها "تعرف عليها"، اليوم السابع، متاح على الرابط https://2u.pw/B7S6H.
- نقشو، عبد المنعم. (2018). حواس الإنسان الخمس، وأكثر!، الباحثون السوريون، متاح على الرابط https://www.syr-res.com/article/14523.html.
- هتماتشر، فابيان. (2019). لماذا يوجد الكثير من الأبحاث حول الرؤية أكثر من أي طريقة حسية أخرى؟. تم الاسترجاع من الرابط https://bit.ly/3gKV3ZP.
- هيسكي، دافين. (2019). البشر لديهم أكثر من خمس حواس: هنا ثمانية عشر. تم الاسترجاع من الرابط https://bit.ly/3GKX8iX.