recent
أخبار ساخنة

التوتر النفسي - هل يمكن أن يكون التوتر إيجابياً؟

 

التوتر النفسي أسبابه وأعراضه.

يعتبر التوتر النفسي  أحد المظاهر النفسية التي تواجه حياتنا كبشر بشكل عام. وغالباً ما يحدث هذا المظهر كمستجيب فيزيولوجي للمثيرات البيئية المحيطة بنا، وأسبابه عديدة مباشرة أو غير مباشرة.



التوتر النفسي - هل يمكن أن يكون التوتر إيجابياً؟


يمر التّوتر النفسي بمراحل عديدة وخلال هذه المراحل تطور مفهومه وتنوعت مجالاته التي تم استخدامه بها. وأول من تناول مفهوم الإجهاد النفسي هو ابن سينا بدراسة علمية وعملية. حيث ربط حملاً وذئباً في ذات الغرفة. دون أن يصل أحدهما للآخرز .

فكانت النتيجة هزال الحمل بشكل تدريجي حتى الموت. وكل ذلك من التوتر الذي أصابه من وجوده إلى جانب الذئب.


مفهوم التوتر النفسي

تعريف 1.

التوتر النفسي هو استجابة نفسية طبيعية للأحداث التي تؤثر بشكل سلبي على توازننا الشخصي بطرق مختلفة. وتعرف هذه الأحداث بعوامل التوتر أو الضغط (السباعي، 2008، ص21).

تعريف 2.

القلق والتوتر النفسى هو انفعال شعوري ينتج عن الخوف من المستقبل أو من تهديد محتمل لأحد المقربين. او حدوث موقف مؤلم في أي لحظة. وقد يكون هذا الشعور والتوقع تهديداً للشخصية وربما يكون مبالغاً فيه (شيهان، 1988، ص9).

وبالنسبة لي شخصياً أرى أن التوتر النفسي هو رد فعل للمواقف المزعجة من أفراد المجتمع المحيط. والتي لايمكن التأقلم معها او تقبلها.


أعراض التوتر والقلق.

يمكننا ان نذكر بعضاً من اعراض القلق والتي تم حصرها ضمن فئات محددة كمايلي:

أولاً – الأعراض الجسدية.

  • شحوب الوجه واتساع حدقة العين.
  • ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب.
  • سرعة التنفس وجفاف الحلق ورجفان وبرودة الأطراف.
  • آلام هضمية وشعور بالانتفاخ وكثرة الغازات وصعوبة التبول.
  • نقص في النشاط والطاقة الحيوية وضعف عام (حامد زهران، 2005، ص478)

ثانياً – الأعراض النفسية.

  • الشعور بالخوف وتوقع حدوث شر أو مكروه.
  • عدم القدرة على التركيز والانتباه فضلاً عن الأرق.
  • قلة النوم والكوابيس والأحلام المزعجة والتهيج العصبي.
  • سيطرة مشاعر الخوف من المستقبل وتوتر الأعصاب والتردد الدائم (عثمان، 2022، ص18).

أسباب التوتر والخوف والقلق النفسي.

أسباب التوتر والقلق النفسي تبعاً للمثيرات المارة بالفرد.

للتوتر أسباب مختلفة ومتعددة فهي تقسم على أسباب مباشرة نتيجة ضغوط الحياة اليومية، وأسباب غير مباشرة. وهي نتيجة المثيرات المختلفة. التي يتعرض لها الفرد نذكر منها: (سلطان وذنون، 2011، ص90)

  1. المثيرات الاجتماعية والتي تتبع علاقات الناس وتفاعلهم مع بعضهم. فضلاً عن اضطراب القلق الاجتماعي الناتج من هذه العلاقات.
  2. المثيرات الانفعالية والناتجة عن الخوف والقلق من الأمراض.
  3. المثيرات الكيميائية والتي تنتج عن سوء استخدام مختلف أنواع العقاقير، والكحول.
  4. المثيرات العائلية وتنتج عن عدم التوافق بين الأزواج ونشوب الخلافات والمشكلات الأسرية.
  5. استثارة الرياضي من خلال استجابته للبيئة. والتي تعد نوعاً من تنشيط العقل والجسم.


أسباب التوتر النفسي تبعاً للنظريات العلمية المطبقة على الأفراد.

  1. نظرية التحليل النفسي لفرويد. تنادي بأن سلوكيات الإنسان مدفوعة بقوى داخلية. تتسبب في الصراع الداخلي بين مكونات الشخصية (الهو، الأنا، الأنا الأعلى). مما يتسبب في حدوث توتر وضغط.
  2. أما أصحاب النظرية الإنسانية. يُرجعون التوتر كنتيجة إلى حرمان الفرد من إشباع حاجاته الأساسية. التي حددها ماسلو بستة مستويات من الحاجات الأساسية.
  3. ونظرية الصراع التي تؤكد على أن التوتر النفسي قد يحدث نتيجة، لتزايد الفجوة في القيم بين الشباب والكبار.
  4. كذلك النظرية المعرفية. تشير إلى أن التوتر حينما يحدث تعارض بين أفكار الفرد ومعارفه ومدركاته ويجد نفسه أمام عدة بدائل إحداهما جاذب والآخر مرفوض. وكلما كانت البدائل أو الخيارات متقاربة يصعب خفض التوتر، وكلما تباعدت البدائل فإن خفض التوتر والقلق يصبح أسهل.
  5. كما يرى أصحاب النظرية السلوكية، أن السلوك المتوتر تم تعلمه من البيئة بمعنى. أن التوتر ينشأ بسبب الفشل في تعلم واكتساب سلوك معين، أو تعلم أساليب سلوكية غير مناسبة. أو الصراع الذي يعيشه الفرد بسب ضرورة قيامه بمهام معينة. أو اتخاذ قرارات يصعب عليه اتمامها (الحميري، 2017، ص 337-352).

اقرأ أيضاً مواقف في العمل تسبب لك التوتر النفسي – وكيف أمكنك التخلص منه؟.

هل يمكن أن يكون التوتر إيجابياً.

يمكن أن يكون التوتر إيجابياً عندما يكون هذا التوتر بصورة تغيرات تفيد في تطور الإنسان ونموه. عندما يدفع هذا التوتر بالمرء. ليعمل بصورة متتابعة من اجل الوصول لتحقيق أهدافه.

وعندها يكون التوتر صحياً يحسن من جودة الحياة. ومن الأمثلة على التوتر الإيجابي هو التخرج من الجامعة لمعدل ممتاز، أو الترقية لمنصب ودرجة أعلى (جبالي، 2012، ص39).

كما يمكن تحويل التوتر ليكون إيجابي في حال كانت وظيفتك مرهقة عن طريق التفكير المستمر بأعباء العمل واعتبارها نوع من التحدي الواجب مواجهته وانه فرصة لتحقيق النمو والازدهار. بدلاً من اعتبار هذه الوظيفة أمر لايمكن تحقيقه. ويمكن مكافحة التعب وأعباء العمل من خلال تفعيل الطاقة والحماسة. فالأشخاص الذين بدت عليهم مشاعر السعادة خلال انجاز العمل انخفضت لديهم مستويات التعب.


قد يكون التوتر إيجابيًا في بعض الحالات. حيث يمكن أن يحفز الشخص على تحقيق الأهداف والتحسين الذاتي. على سبيل المثال. قد يشعر الشخص بالتوتر والقلق قبل امتحان مهم. وهذا التوتر يحفزه للدراسة والاستعداد بشكل أفضل. ومع ذلك، إذا زاد التوتر عن حده الطبيعي وأصبح يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، فإنه يعتبر سلبيًا.


المراجع.

  1. الحميري، ساهرة قحطان عبد الجبار. (2017) التوتر النفسي لدى الطلبة المتميزين في مدارس بغداد. مجلة الكلية الإسلامية الجامعة – النجف الأشرف. ع 42. تم الاسترجاع من https://www.iasj.net/iasj/article/126470
  2. السباعي، ليلى. (2008). التوتر وفن الاسترخاء. الإسكندرية. منشأة المعارف.
  3. جبالي، صباح. (2012). الضغوط النفسية واستراتيجيات مواجهتها. ماجستير علم النفس العيادي. جامعة سطيف. الجزائر.
  4. سلطان، منهل خطاب و ذنون، ثائر محمود. (2011). التوتر النفسي وعلاقته بمستوى الإنجاز الرياضي للاعبي منتخبات كليات جامعة الموصل لبعض الألعاب الفردية والفرقية. المجلد17. العدد 56. مجلة الرافدين للعلوم الرياضية.
  5. شيهان، دايفيد. (1988). مرض القلق. ترجمة عزت شعلان. العدد 124. الكويت: عالم المعرفة.
  6. عبد السلام زهران، حامد. (2005). الصحة النفسية والعلاج النفسي. ط4. القاهرة: دار عالم الكتب.
  7. عثمان، فاروق السيد. (2022). القلق وإدارة الضغوط النفسية. القاهرة: دار الفكر العربي.

google-playkhamsatmostaqltradent