recent
أخبار ساخنة

تحول البكتريا - ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا

الصفحة الرئيسية

 

نظراً لقصر المدة المطلوبة لإنتاج أجيال جديدة من البكتيريا، قد تحدث تغييرات في الصفات الوراثية لبعض أنواع البكتيريا بوتيرة عالية، ويسبب هذا خطراً في سياق ظهور سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.

تشكل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تحدياً مهماً يواجه المجتمعات الطبية والصحية في العصر الحديث. بسبب القدرة الرهيبة التي تتمتع بها البكتيريا على التطور والتكيف بسرعة. وهذه القدرة تشجع على ظهور سلالات جديدة مقاومة لبعض المضادات الحيويه المستخدمة في الممارسات الطبية اليومية. 



تحول البكتريا - ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا




حيث تأتي هذه المقاومة بسبب حدوث تغييرات في الحمض النووي للبكتيريا. مما يمكنها من البقاء على قيد الحياة والتكاثر رغم تعرضها للمضادات الحيوية.

تتسارع عمليات تطور هذه السلالات المقاومة. نظراً للقدرة الرهيبة للبكتيريا على التكاثر بشكل سريع. حيث تنتج أجيالاً جديدة في وقت قصير جداً. يعزز هذا الوضع الخطر المتزايد للتفاقم السريع لمشكلة المقاومة البكتيرية.

البكتريا.

تعتبر كائنات وحيدات القدرات فيما يتعلق بأعدادها الكبيرة، وهذه أقصى قدراتها ككائنات وحيدة الخلية، فضلاً عن قدرتها الكبيرة على عملية التكاثر. 

واحتفاظها بالاختلاف الجيني الكافي لتنتج بصورة منتظمة سلالات مقاومه للمضادات الحيويه – لسوء الحظ – فإذا تم مقارنة قدرة كل الكائنات على الأرض مجتمعة مع قدرة البكتريا على النجاح، فإن البكتريا هي من تنجح (آلن ‏وكاولينج، 2022، ص49).

المضادات الحيوية.

هي الجزيئات التي تسبب بعض التأثيرات على نمو الميكروبات. وبعض المضادات تكبح نمو البكتريا. بينما بعضها الآخر يسبب موت البكتريا. حيث تستهدف المضادات أجزاء مهمة في الخلية البكترية مثل البروتينات والسكريات الموجودة في جدارها، كما تستهدف الإنزيمات المهمة الصانعة للبروتينات أو DNA (القسومي وجمعة، د – ت، ص5).


كيف تنشأ السلالات من البكتريا مقاومة للمضادات الحيوية

يعتمد ظهور هذه السلالات المقاومة على عدة عوامل. بما في ذلك التحولات الوراثية العشوائية ونقل الجينات بين البكتيريا. إلى جانب الضغط الانتقائي الذي يفرضه استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح.

سنوضح كيف تنشأ السلالات من البكتريا مقاومة للمضادات الحيوية كمايلي:

نقل الجينات بين البكتيريا.

إن ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا تتم عن طريق عملية التطور الطبيعي. من خلال تعرض البكتيريا باستمرار للمضادات الحيوية. فيموت العديد منها، ولكن قد تنجو بعضها ممن يحمل مورثات تجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. 

وبالتالي يحصل تكيف البكتريا مع وجود تلك المضادات الحيوية. ومن ثم يتم نقل هذه المورثات المقاومة إلى بعض الأجيال اللاحقة من البكتيريا. وبالتالي يحصل تكاثر لتلك السلالات المقاومة.

الضغط الانتقائي.

عند تعرض البكتيريا للمضادات الحيوية. يموت الكثير منها. ولكن البعض الذي يحمل تحولات جينية تجعله مقاوماً يبقى حياً. فيتم انتقاء هذه البكتيريا المقاومة لتكون السلالة الرئيسية بعد فترة. فإن أفضل الطرق لاختيار السلالات ذات الفعالية والكفاءة هي عن طريق البكتريا المعزولة (أبو عرقوب،2000، ص127).

التحول العشوائي في الجينات.

وبعض البكتيريا يمكنها أيضاً تطوير مقاومة للمضادات الحيوية من خلال عملية التحول الجيني. حيث يمكن للبكتيريا نقل المادة الوراثية. أو جين مقاومة المضادات الحيويه من بكتيريا ودمجه في جيناتها الخاصة.

تحول البكتيريا هي آلية تسمح من خلالها للبكتيريا باكتساب مقاومة الحمض النووي للمضادات الحيوية. فإذا كانت البكتيريا تمتص DNA غريباً يحتوي على نوع من الجينات المقاومة للمضادات الحيوية. عندئذ يمكنها أن تكتسب ما يجعلها أكثر مقاومة لتلك المضادات الحيوية. وبالتالي يساهم هذا التحول للجينات في انتشار أكثر لمقاومة المضادات الحيوية بين بعض التجمعات البكتيرية (سوراف بيو، 2023).

استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح.

هذه العمليات تتم بصورة طبيعية، ولكن يتم تسريعها بصورة كبيرة عند الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في العلاجات الطبية. وبالتالي تكاثر أسرع للسلالات المقاومة. مما يجعلها تشكل تحدياً كبيراً لطرق العلاج الطبي.

مع العلم أن العديد من المضادات الحيوية تنتمي إلى نفس فئة الأدوية. التي يمكن أن تسهم في مقاومة أحد المضادات الحيوية بنفسه لمقاومة فئة بأكملها. 

كما أن المقاومة التي تظهر في عضو أو مكان معين قد تنتشر أيضاً بصورة سريعة دون إمكانية التنبؤ لذلك. ومثال ذلك التبادل في المادة الجينية بين عدد من أنواع البكتريا. ويمكن أن يسهم في علاج عدد كبير من حالات العدوى باستخدام المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، 2014، ص 2).

وما الممارسات الخاطئة التي قد تعمل كعامل محفز لتطوير السلالات المقاومة للمضادات الحيوية؟

توجد العديد من الممارسات الخاطئة التي قد تعمل كعوامل محفزة لتطوير السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، ومنها:
  1. استخدام المضادات الحيوية بصورة خاطئة أو دون وصفة طبية. كاستخدامها في حالات لاتستوجب المضادات الحيوية كالانفلونزا، أو استخدامها بجرعات غير مناسبة. كل ذلك يساهم في انتشار أنواع مختلفة من البكتريا والميكروبات. التي تتصف بمقاومتها للمضادات الحيوية التي تم تناولها. مما يساهم في نشر الكثير من الأمراض (الشافعي،2019، ص6).
  2. عدم الالتزام بالتعليمات الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية في الوقت والجرعة المحددة. والاستخدام الكامل حتى نهاية العلاج. فضلاً عن أن مشاركة المضادات الحيوية مع شخص آخر. أو الاحتفاظ بما تبقى من المضاد الحيوي. ليتم استخدامها في علاج مرض آخر. جميعها أسباب قد تحفز البكتريا على اكتساب المقاومة لهذا المضاد الحيوي. وفي حال تم اكتساب عدوى ببكتريا مكتسبة للمقاومة ستظل هذه العدوى لدى المريض فترة أطول. وقد يتم نقل العدوى للآخرين (NPS، 2016).
  3. استخدام المضادات الحيوية في الزراعة والثروة الحيوانية بشكل مفرط وغير صحيح. مما يؤدي إلى تطوير السلالات المقاومة للمضادات الحيوية في الحيوانات والنباتات.
  4. عدم الاهتمام بنظافة البيئة المحيطة والأغذية المستهلكة. واتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لمنع انتقال العدوى بين المرضى والمعالجين في المستشفيات والمرافق الصحية. حيث إن بعض أنواع المجاميع البكتيرية والمنتشرة في البيئة المحيطة من التربة إلى المياه إلى جسم الإنسان والحيوان. تعتبر من أهم المسببات الخمجية في المستشفيات. كما تتميز بعضها بتطوير مقاومتها للمضادات الحيوية عن طريق الاستعمال غير المنتظم والمفرط لهذه المضادات من قبل المرضى. وهذه المشكلة شائعة في مختلف أنحاء العالم. وخاصة مع تزايد المشاكل المرتبطة بالبنسلين. وعدم تطوير مضادات حيوية جديدة بشكل كافٍ. مما يسبب في قلة خيارات العلاج ويزيد من انتشار السلالات المقاومه للمضادات الحيوية في البيئة (الجراح، 2007، ص 1).
  5. استخدام المضادات الحيوية في الوقت والحالة الخطأ. كاستخدامها لعلاج الالتهابات الفيروسية. التي تسبب نزلات البرد والانفلونزا والسعال والحمى. حيث يعتقد المرضى أن هذه الأمراض تستجيب للمضادات الحيوية(منظمة الصحة العالمية، 2014، ص 3).
في الختام 👈 نستنتج إن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في الأوقات غير اللازمة. وبدون الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبي. سيؤدي لمقاومة البكتريا لكثير من أنواع المضادات الحيوية. وبالتالي يجب لاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية. والتقليل من استخداماتها إلا عند الضرورة لنتمكن من التقليل من ظهور السلالات المقاومة.


المراجع.

  1. أبو عرقوب، محمود موسي. (2000). المقاومة الحيوية لأمراض النبات. جزء أول. المكتبة الأكاديمية
  2. الجراح، صلاح سلمان زين العابدين. (2007). المقاومة المتعددة للمضادات الحيوية لبكتريا (Pseudomonas aeruginosa) المعزولة في مدينة الرمادي. العدد 1. المجلد 1. العراق: مجلة جامعة الأنبار للعلوم الصرفة.
  3. الشافع، ألفت. (2019). المضادات الحيوية وسوء استخدامها. جامعة أسيوط. ملف PDF. متاح على الرابط noor-book.com/ya4xwz
  4. القسومي، رنا والجمعة، مشاعل. (د – ت). المضادات الحيوية. جامعة الملك سعود. ملفpdf. متاح على الرابط. https://faculty.ksu.edu.sa/sites/default/files/lab_1_15.pdf.
  5. آلن، تيرينس و‏ كاولينج، جراهام. (2022). الخلية. المملكة المتحدة: مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.
  6. سوراف بيو. (2023). التحول البكتيري – التعريف والمبدأ والخطوات والأمثلة. موقع MN . متاح على الرابط. https://microbiologynote.com/ar/bacterial-transformation-definition-principle-steps-examples/
  7. منظمة الصحة العالمية. (2014). مقاومة مضادات الميكروبات – مسودة خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات. الدورة السادسة والثلاثون بعد المئة. البند 8-1 من جدول الأعمال المؤقت.
  8. NPS. (2016). الحقائق المتعلقة بالمضادات الحيوية. موقع NPS. متاح على الرابط. https://www.nps.org.au/assets/4ab3189244a8b2f8-a4f57e351ea3-Arabic-NPS-Antibiotic-Resistance-fact-sheet.pdf
google-playkhamsatmostaqltradent