recent
أخبار ساخنة

سوق النفط العالمي - ما هي طبيعة بنية سوق النفط؟

الصفحة الرئيسية

 


يعتبر النفط من أهم مصادر الطاقة خاصة في مجال الطاقة المتجددة. وينتقل النفط من المنتجين إلى المستهلكين عبر ثلاثة مستويات. وهي مستوى الإنتاج ويتضمن عمليات الاستكشاف والتنقيب والاستخراج من باطن الأرض. ومن ثم نقله حتى وصوله إلى المستهلك (الهيتي، 2000، ص20-21).

سوق النفط العالمي - ما هي طبيعة بنية سوق النفط؟


ومستوى التكرير وهو تحويل النفط الخام إلى منتجات بترولية. ومستوى التوزيع والتسويق حيث يتم نقل المشتقات النفطية إلى المستهلك النهائي. ويتم ذلك في سوق عالمي يضم المنتجين والمشترين والوسطاء.


ما هي طبيعية بنية سوق النفط؟


يتحدد سعر النفط الخام في الاسواق كبقية أسعار السلع الأخرى من توافق العرض مع الطلب من جانب. ومن خلال طبيعة السوق نفسه من جانب آخر.

ويميز الاقتصاديون بين الأنواع الأربعة للسوق. وهي سوق المنافسة التامة، سوق الاحتكار، سوق المنافسة الاحتكارية، سوق احتكار القلة . ولكل منها طريقة معينة لتحديد الأسعار حيث في أسواق المنافسة التامة يكون السعر واضح ومعلن. ولا يمكن لأي منشاة تغيير مستوى السعر في الأجل القصير.

بينما في سوق الاحتكار يحدد المنتج (المحتكر) أو المشتري (المحتكر) السعر الذي يريده به. أما في السوقين الآخرين فيتحدد السعر تبعاً لمحددات متعددة ووفقاً لكل سوق. لذا يقترب سوق النفط الخام من سوق احتكار القلة والمنافسة الاحتكارية.

ما الأدلة التي تشير إلى كون سوق النفط سوق منافسة احتكارية أو احتكار قلة.

تاريخياً اعتبر سوق النفط سوق احتكار قلة بسبب سيطرة عدد قليل من المنتجين خلال الحقب الأولى لإنتاج النفط. فتمكن هؤلاء المنتجين من الاتحاد لتشكيل كارتل (مثلاً اوبك). بحيث يمكنه تحديد الأسعار، ولكن فيما بعد بدأت أصبحت طبيعة السوق أقرب للمنافسة الاحتكارية، بسبب ازدياد كميات الانتاج العالمي.

ومع دخول منتجين جدد لذلك السوق يجعل من عملية التحكم بالأسعار خارجة عن سيطرة الكارتل. كما أن زيادة عدد المنتجين يحد من القدرة على الاتحاد أو التوافق فيما بينهم بسبب اختلاف مصالحهم. وهنا يتم تحديد قيمة السعر تبعاً لآليات سوق المنافسة الاحتكارية. فيجب التميز في المنتج الواحد، أو السعي لتقديم أسعار تفضيلية لبعض المستهلكين، أو محاولة الاتفاق بين جميع المنتجين بهدف السيطرة على السوق. وهذه التعقيدات هي العوامل الاقتصادية التي تتحكم بالسوق النفطية (الصفار،2018).

هل يمكن إطلاق اسم الكارتيل (Cartel) على منظمة أوبيك؟

ما هو الكارتيل (Cartel)؟

هو تحالف احتكاري بين عدة شركات كبرى تنتج نفس المنتجات أو منتجات متشابهة أو مكملة لبعضها. كما تقوم بتقاسم الأسواق بتحديد أسعار البيع أو كمية الإنتاج. قد يكون الكارتل دولياً كما في الكارتل النفطي الذي يضم العديد من الشركات المتحالفة للسيطرة على السوق العالمية للنفط. ويكون ذلك بمثابة احتكار يتم فيه رفع السعر وتخفيض الكمية وبالتالي زيادة في أرباح المبيعات (ختاوي، 2010، ص332)

يمكن إطلاق هذا الاسم على منظمة أوبيك (OPEC)، المكونة من عدد قليل من الأعضاء المصدرين للنفط. وقد بلغ عدد أعضاءها اثنتي عشر دولة مصدرة للنفط. حيث تتحكم المنظمة في إنتاج النفط وتوزيعه على مستوى العالم. وتعمل على حماية الأعضاء من تقلبات الأسعار العالمية. فتقوم بتحديد كميات الإنتاج وأسعار النفط بشكل دوري وفقًا للعرض والطلب (محمود، 2022، ص877).

الكارتل عادة ما يهدف إلى زيادة الأرباح من خلال التحكم في السوق. ولكن في بعض الأحيان يتم أيضاً استخدام التحالفات لتحقيق توازن مصالح جميع الأطراف المعنية. تستخدم منظمة أوبك تلك التحالفات للتأثير على أسعار النفط ومستويات الإنتاج. ولكنها تعمل أيضاً على توفير الاستقرار والتوازن في سوق النفط العالمية.

اقرأ أيضاً منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) - التغيرات في سوق النفط العالمي.

ما هي الصعوبات التي تهدد استمرارية تحالف أوبيك في المستقبل وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار النفط.

الصعوبات التي تهدد استمرارية تحالف أوبيك في المستقبل. وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار النفط هي:

1- تزايد إنتاج النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة أوبيك.

 كما في الولايات المتحدة التي تقوم باستخراج النفط بإمكانات ضخمة. وخاصة بعد استمرار تزايد إنتاج النفط الصخري فيها، ومن المتوقع أن يصل حتى 4.5 مليون برميل بحلول عام 2030. بالإضافة للإنتاج المتزايد للبرازيل والأرجنتين سيساهم في المنافسة (آل درويش وآخرون، 2015، ص 6). 

فضلاً عن عودة الإنتاج النفطي الروسي إلى معدل إنتاجه قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. بسبب الاهتمام الكبير بالصناعات النفطية والتعاون مع الشركات الدولية، كل ذلك يساهم في زيادة المنافسة وتقلص حصة سوق أوبيك. مما يعني تقليص نسبي لدور الإنتاج النفطي للمنظمة في الأسواق. إذ تكمن أهمية دول أعضاء أوبك في التأثير في الأسواق عبر زيادة الإنتاج أو تخفيضه. تبعاً لارتفاع أو تدهور الأسعار. 

وبسياستها هذه تسعى للوصول إلى استقرار الأسواق ومعادلة العرض والطلب. مما أعطى "أوبك" الدور المهم في أسواق النفط العالمية. وهذا يتعارض مع مصالح الدول خارج منظمة "أوبك". لأن الإنتاج النفطي فيها يتم من قبل شركات النفط العالمية وتهدف بذلك لتحقيق أعلى ربح ممكن. (خدوري، 2014).

2- الاكتفاء النفطي في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الاكتفاء النفطي في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت أكبر دولة مستوردة للنفط الخام. وأكبر دولة مستهلكة شكّل تحدياً كبيراً للمنظمة. مع نشوب مشكلة جديدة بسبب تحول الصادرات النيجيرية مؤخراً إلى الأسواق الآسيوية. فنشأت منافسة قوية بين الدول المصدرة بهدف الحفاظ على حصتها من الأسواق الآسيوية. حيث كانت جميع صادرات الخليج تتجه نحو آسيا، مما ساهم في تخفيض الأسعار (خدوري، 2014).

3- ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية لزمن طويل.

هذا الارتفاع يحفز على إنتاج النفط مرتفع السعر. مما يؤدي إلى اعتماد الدول المنتجة موازنات تتطلب أسعاراً عالية تعادل سعر برميل النفط (خدوري، 2014).

4- التوترات السياسية في المنطقة.

إن التوترات والصراعات العسكرية والعقوبات الاقتصادية. كذلك أوضاع نيجيريا غير مستقرة بسبب النزاعات القبلية والدينية. جميعها قد تؤثر سلبًا على الاستقرار الخاص بإنتاج وتصدير النفط في بعض الدول الأعضاء في أوبيك (الجزيرة، 2007).

5- تغير أنماط الطلب على النفط.

إن تغير الطلب على النفط نحو الانخفاض في مختلف الأسواق العالمية. بسبب التحول نحو استخدام مصادر طاقة بديلة. يسبب انخفاض الطلب على النفط، مما تؤثر على أسعاره.

في الختام 👈 على أعضاء أوبك التعامل بشكل فعال مع هذه التحديات. لما لها من تأثير سلبي على استمرارية المنظمة وتحالفاتها. وتأثيرها على أسعار النفط. حيث تتغير أسعار النفط في الغالب تبعاً للعرض والطلب في السوق العالمية. وبالتالي فإن أي تغيير في إمكانية إنتاج النفط أو الطلب عليه سيؤثر على الأسعار.


المراجع.

  1. الجزيرة. (2007). منظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك". الجزيرة نت. متاح على الرابط https://goo.gl/Fb1Uci
  2. الصفار، فراس حسين. (2018). قراءة اقتصادية في مستقبل أسعار النفط العالمية. مركز الدراسات الاستراتيجية CSS. متاح على الرابط https://2u.pw/BEXck.
  3. آل درويش، أحمد والغيث، نايف وبيها، ألبرتو وديب، براغيان وحجازي، أمجد وخاندلوال، بادامجا وبانت، مليكة وكو، هونان. (2015). المملكة العربية السعودية – معالجة التحديات الاقتصادية الناشئة للحفاظ على النمو. صندوق النقد الدولي. إدارة الشرق الأوسط وآسيا الصغرى.
  4. الهيتي، أحمد حسين علي. (2000). اقتصاديات النفط. الموصل: دار الكتب للطباعة والنشر.
  5. ختاوي، محمد. (2010). النفط وتأثيره على العلاقات الدولية. ط1. بيروت: دار النقاش.
  6. خدوري، وليد. (2014). أوبك – تحديات وتغيرات أساسية في الأسواق. مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ECSSR. متاح على الرابط https://2u.pw/zi2gbw.
  7. محمود، أشرف محمود علي. (2022). منظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك" ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط " أوبك" ودرهما البارز في مجال السياسة النفطية. العدد4. المجلد 14. القاهرة: المجلة القانونية.
google-playkhamsatmostaqltradent