نظرية العود الأبدي - ما هي نظرية فريدريك نيتشه؟
يشير علي، سنا (2015) ان فكرة العود الأبدي تعد أحد العناصر المحورية في فلسفة فريدريش نيتشه. وتظهر بشكلٍ جليّ في كتابه الشهير "هكذا تكلم زرادشت".
يُجسّد زرادشت. الشخصية الفلسفية التي يُمثلها نيتشه في الكتاب. رحلةً فلسفية عبر حوارات مع شخصيات متنوعة. يُقدم زرادشت من خلال هذه الحوارات مفهومه عن العود الأبدي. حيث يتكرر كل لحظة وحدث في الكون بشكلٍ لا نهائي.
يُناقش زرادشت تأثير هذه الفكرة على نظرة الإنسان للحياة وقيمتها. مُحفزًا إياهم على إعادة تقييم مفاهيمهم عن الأخلاق والمعنى والسعادة.
دراسة حالة العود الأبدي لنيتشة في حياة " تاميكا تانكسلي " وتجاربها في العمل الحكومي
اقرأ ما يلي ثم أجب عن الأسئلة التالية:
تخرجت "تاميكا تانكسلي" من جامعة تيمبل في فيلادلفيا عام 2000. وفي غضون عقد من الزمن. شقت طريقها إلى دور مهم في مكتب السيناتور في ولاية بنسلفانيا فهي مديرة برامج التواصل والشؤون المجتمعية. رغم أنها ليست من المشاهير السياسيين. إلا أن ما فعلته بحياتها حتى الآن أكسبها بعض الشهرة الذي جعلها تقوم بمقابلة في مجلة Temple Alumni على الإنترنت. حيث وصفت مسؤولياتها الوظيفية بأنها تربط السيناتور بقادة المجتمع. والمربين. والمنظمات الدينية. والدوائر الانتخابية والمؤسسات المختلفة في القطاعين العام والخاص.
حيث قالت أنها "لم تختر السياسة. بل السياسة هي التي اختارتها. وإذا اضطرت إلى القيام بذلك من جديد. فلن تغير شيئًا ... فالعمل في القطاع الحكومي مكنها من إلهام الأشخاص العاديين. فمهنتها ممتعة بالنسبة لها. فلقد تعلمت أن لعبة الحياة لا تُربح بالوقوف على الهامش. بل يجب الدخول في اللعبة لتحقيق التغيير وتحسين نوعية الحياة للجميع. فالانتصارات تُربح في الميدان.
حصلت على تلك الوظيفة بالطريقة التي بدأ بها الكثير من الناس في المجال السياسي وهي من خلال العمل كمتطوعة في نفس المكتب.
وأخيراً فهي ترى أن الأخطاء التي قامت بها وعلامات التصويب باللون الأحمر هي التي شجعتها لأداء أفضل ما عندها وصقل مهاراتها التي كانت العامل الرئيسي لجعلها على ما هي عليه اليوم.
السؤال الأول: وضح لنا كيف تعمل نظرية العود الأبدي لنيتشه.
قالت "تانكسلي" أنه إذا عاد بها الزمن لن تغير شيء في حياتها.انطلاقاً من هذه الفكرة، يمكننا أن نوضح لنا كيف تعمل نظرية العود الأبدي لنيتشة.تُقدم نظرية العود الأبدي دعوةً للعيش بمسؤولية ووعي. مُدركين لتأثيرنا على العالم. وساعين لتحقيق أقصى إمكاناتنا وترك إرث إيجابي يدوم إلى الأبد.
حيث تُشير نظرية العود الأبدي لنيتشه إلى تكرار كل لحظة وحدث في حياتنا بشكلٍ لا نهائي. ويُؤكد تكرار الحياة على أهمية كل فعل وتأثير نقوم به. حيث يستمر تأثيره إلى الأبد. كما تُحفزنا النظرية على العيش بوعي وتأمل. مُدركين لتأثير أفعالنا على أنفسنا وعلى الآخرين.
السؤال الثاني: ربط حياة "تاميكا تانكسلي" بنظرية العود الأبدي.
وصف لنا السبب في كون حياة "تانكسلي" الوظيفية تتطابق مع ما جاءت به نظرية العود الأبدي لنيتشة.تُظهر "تاميكا تانكسلي" في مسيرتها المهنية توافقًا ملحوظًا مع مبادئ نظرية العود الأبدي لنيتشه.
وذلك من خلال قبول الحياة بكل تجاربها المهنية. والتحلي بالإرادة القوية والشجاعة. إيمانًا منها بضرورة التصالح مع مجريات الحياة. كما تعمل تانكسلي بشغف في السياسة والعمل الاجتماعي لإحداث تغيير إيجابي دائم في مجتمعها. بالإضافة لأنها تُظهر إصرارها وعزيمتها من خلال عملها التطوعي وتوليها مناصب قيادية.
بالمختصر: تُشير نظرية العود الأبدي لنيتشه إلى تكرار كل لحظة وحدث في حياتنا بلا نهاية. يتجلى هذا المبدأ في إجابة "تاميا تانكلسي" عندما قالت إنها لن تغيّر شيئًا لو عاد بها الزمن.
ومع ذلك. هناك مواقف لا تتماشى مع هذا المبدأ؛ فالكثير من الناس لو سُئلوا عن اختياراتهم السابقة لأجابوا بأنهم سيغيرونها. من وجهة نظري. العود الأبدي كنظرية له مؤيدون ومعارضون. حيث تختلف الاختيارات والأحداث مع تغيّر الأجيال.
اقرأ أيضاً كيف ينطبق تحقيق المنفعة العامة في سياق الأفلام؟ - فيلم Scarface أنموذجاً.
السؤال الثالث. الصدام الثقافي والنظريات الأخلاقية.
إن القيم التي وجهت عمل "سوزا" كمراسل في البرازيل ومقدم برامج مختلفة عن القيم في دولة أخرى.من هذا المنطلق اشرح لنا لماذا يعتقد "نيتشة" أن هذا النوع من الصدام الثقافي هو السبب في الذهاب الى نظرية "العود الأبدي" والتخلي عن النظريات الأخلاقية التقليدية المنتشرة عالمياً؟
يُقدم نيتشه في فلسفته وجهة نظر حول تأثير الصدام الثقافي على تبني الأفراد لنظريات جديدة مثل "العود الأبدي". بدلاً من التمسك بالنظم الأخلاقية التقليدية السائدة.
- ينتقد نيتشه بشدة النظم الأخلاقية المبنية على معايير مطلقة وقواعد ثابتة. ويُشير إعلانه بـ "موت الله" إلى التخلي عن القيم الدينية والأخلاقية التقليدية. كما يرى نيتشه أن الصدام بين القيم المحلية والعالمية يدفع الأفراد للبحث عن معنى جديد للحياة خارج إطار النظم التقليدية.
- يدافع نيتشه عن التنوع الثقافي والتفاعل بين الثقافات كوسيلة لتجديد الفكر والتطور. ويعتقد أن الصدام الثقافي يُتيح للفرد اكتشاف آفاق جديدة وتجارب مختلفة. والاتجاه نحو فهم جديد للحياة كنظرية "العود الأبدي".
- يُشجع نيتشه على البحث عن الحرية الفردية والإبداع. ويُروج للتحرر من قيود النظم الأخلاقية التقليدية التي قد تُعيق الإبداع. وبالتالي من خلال التعامل مع الصدام الثقافي والتنوع. يمكن للفرد أن يجد طريقه نحو تجارب جديدة وفهم مختلف للحياة. فيدفعه ذلك نحو نظريات مثل "العود الأبدي" كبديل للنظم الأخلاقية التقليدية.
السؤال الرابع: العودة الأبدية كشغف لتحسين الحياة
تخبرنا "تانكسلي" عن أن العمل في القطاع الحكومي مكنها من إلهام الناس كل يوم وهذا شغفها.من هذا المنطلق نشرح كيف يمكن تناول نظرية العودة الأبدية كرد على هذا الشعور؟
"تانكسلي" تشعر بالشغف والإلهام من خلال عملها في القطاع الحكومي. حيث تلتقي بفرصة إلهام الناس كل يوم. يمكن تناول نظرية العود الأبدية كرد على هذا الشعور من خلال عدة جوانب:
- تُقدم نظرية "العود الأبدية" فكرة إعادة تكرار الحياة بشكل لا نهائي. مما يعني أن كل عمل إيجابي تقوم به "تانكسلي" سيستمر بالتأثير على الناس مرارًا وتكرارًا. ويُعزز هذا المفهوم شعورها بالمسؤولية ويُكسب عملها معنىً أعمق. حيث يصبح لكل عمل إيجابي وزنٌ أكبر وأهميةٌ أعظم. فاللحظة التي نعيشها الآن بكل ألم او فرح لابد وأنها سترجع لنا من جديد بنفس التسلسل ونفس النتائج (دوير، 2020، ص199).
- تُضفي نظرية "العود الأبدية" معنىً أعمق على عمل "تانكسلي" اليومي. حيث تُصبح كل مهمة فرصةً للتأثير الإيجابي والإلهام الدائم. فيُحفزها هذا الشعور على بذل المزيد من الجهد والتفاني في عملها. ويمنحها شعورًا بالرضا والإنجاز.
السؤال الخامس: تطبيق شخصي لنظرية العودة الأبدية.
اختر أي من حياة كل من "سوزا" و"تانكسلي" ترى نفسك متوافق معها أكثر من حيث تطبيق نظرية "العودة الأبدية".
بناءً على تحليل الحياة المهنية لكل من "سوزا" و"تانكسلي" وتطبيق نظرية "العودة الأبدية" عليهما. أجد نفسي متوافقًا أكثر مع حياة "تاميكا تانكسلي" من حيث تطبيق هذه النظرية. وذلك للأسباب التالية:- تسعى تانكسلي لإلهام الناس وإحداث تغيير إيجابي من خلال عملها في القطاع الحكومي. تتوافق شغفها اليومي مع فكرة تكرار كل عمل إيجابي في "العودة الأبدية". مما يعزز أهمية تأثيرها ويحفزها على تقديم أفضل ما لديها.
- تتقبل تانكسلي تجارب حياتها بكل ما فيها من أخطاء وتحديات. ولا ترغب في تغيير أي شيء من مسارها. يتماشى هذا التصالح مع مبدأ "العودة الأبدية" القائم على قبول الحياة كما هي. مما يعزز قوة إرادتها وطموحها. فيقول نيتشه " من ينظر إلى الحياة نظرة إيجابية فسوف يبلغ حبه لها غايته " (زكريا، 2021، ص126).
في الختام👈 يمكن القول إن حياة "تاميكا تانكسلي" تتوافق بشكل كبير مع نظرية "العود الأبدية" لنيتشه. حيث تجسد قبول الحياة بكل تحدياتها. الإلهام المستمر. والتأثير الإيجابي على المجتمع. تانكسلي تعبر عن قوة الإرادة والشجاعة في مساعيها لتحسين نوعية الحياة للآخرين. مما يعكس قيم نيتشه في التصالح مع الحياة والسعي للتأثير الإيجابي.
المراجع.
- دوير، محمد. (2020). ماركس ضد نيتشه: الطريق إلى مابعد الحداثة. ط1. مكتبة الحبر الالكتروني. تم الاسترجاع من الرابط https://2u.pw/VQBopeoK.
- زكريا، فؤاد. (2021). نيتشه. المملكة المتحدة: مؤسسة هنداوي سي آي سي. تم الاسترجاع من الرابط https://2u.pw/3mYT0176.
- علي، سنا. (2015). حول فكرة العود الأبدي نيتشة انموذجاً. العدد أربع وسبعون. البصرة: مجلة آداب البصرة.