recent
أخبار ساخنة

العولمة - التعامل مع الأوبئة والأمراض المعدية في زمن العولمة

الصفحة الرئيسية


العولمة والتعامل مع كوفيد 19

مع انتشار العولمة واتساع نطاقها انتشرت معها مفاهيمها المختلفة والتي تلقي الضوء على قوة النظام العالمي المتحكم والموجه، حيث أصبح العالم كرة أرضية صغيرة. فقد انتشر هذا الاصطلاح وعمّ استخدامه في مختلف المواقع. ليشير إلى أهمية التكنولوجيا والاتصالات وسرعة تبادل المعلومات والخبرات.

العولمة - التعامل مع الأوبئة والأمراض المعدية في زمن العولمة

وفي هذه الفترة من العالم المتغير المتسارع بشكل موجه. لقد بات الواقع المعاش أكثر اختلافاً في ظل مواكبة التغير الحاصل. والضروري لفهم كافة أوجه الحياة الاجتماعية بما فيها من سلوكيات للأفراد وانعكاساتها في مختلف أساليب الحياة وسلوكها الاستهلاكي في أي بقعة من هذا العالم.

مما ترك آثاراً على واقعنا الحاضر في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والرعاية الصحية واتساع بقعة الفقر عالمياً. وما ينتج عنها من تأثير على العادات والسلوكيات. فضلاً عن انتشار الأوبئة ووباء كورونا (CORONA) شاهد عصر. كل هذه التغيرات لم تكن متضمنة في ذلك الاصطلاح (الزيود، 2020).

تعريف العولمة.

إن مصطلح العولمة في مفهومه يشير إلى نوع من أنواع التواصل المتبادل بين المجتمعات في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والثقافية. 

وتعتبر كلاً من الهجرة الدولية والأبعاد العالمية للأمراض والأوبئة المعدية من نتائج ومخلفات العولمة. بسبب ارتفاع وتيرة ومعدلات التنقل البشري بين الدول لأغراض عديدة. مما يؤكد أن حدوث أي مرض معدٍ في أحد البلدان قد يشكل خطراً محدقاً على العالم بأسره (بوخرصة، مارس 2021، ص 123).

كيف تؤثر العولمة على الأمن الصحي في بلد ما؟

الأمن الصحي العالمي.

تعرفه منظمة الصحة العالمية بأنه جملة من الأنشطة الوقائية والتفاعلية كتوفير المعدات الطبية. خدمات الرعاية الصحية. شراء الأدوية واللقاحات مثل لقاح كوفيد 19. إضافة للخطط الوطنية للصحة العمومية تبعاً للموارد المتاحة للقطاعات الصحية. مثل خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن بدعم وزارة الصحة.

هدفها الحد من التلوث ونقل الأمراض ومنع تأثير أحداث الصحة العامة التي يمكن أن تهدد صحة البشر. عن طريق انتقالها عبر الحدود الجغرافية والدولية (بوخرصة، مارس 2021، ص 123).

وعلى الرغم من أن العولمة جاءت بفوائد كثيرة للأفراد. إلا أنها حملت أيضاً معها مجموعة من الآثار الضارة. كالدور الذي لعبته على صعيد انتشار ونقل الأمراض والأوبئة بين مناطق العالم المختلفة عن طريق المهاجرين. 

مما دفع بمنظمة الصحه العالمية. لإصدار تقرير بعنوان "الأمن الصحي العالمي". ليلقي الضوء على العلاقة بين انتشار ظاهرة العولمة وتزايد انتشار الأمراض والأوبئة. والتوعية بأعراض فيروس كورونا الجديد (عبد الحكيم،2007).

المهاجر الدولي.

تعتمد العولمة على زيادة حركة التجارة ونقل البضائع والأشخاص بين دول العالم. وذلك من خلال المهاجر الدولي. وهو شخص يقيم في بلد غير بلده الأصليز كالعمال المهاجرين واللاجئين والعمال غير الشرعيين ولا يشمل المهاجرين الموسميين أو المؤقتين.

مما يسهل من انتقال الجراثيم والانفلونزا والفيروسات بين تلك الدول. فعلى مدار التاريخ، كان وجود العوائق الجغرافية كالجبال والمحيطات يحقق نوعاً من تباعد المسافات. مما ساهم في بقاء الأمراض والأوبئة ضمن نطاق محدود. بينما في زمن العولمة تلاشت المسافات. وأصبحت الأوبئة عالمية المخاطر(عبد الحكيم،2007).


العمال المهاجرون.

هم العمال المتنقلون خارج دولتهم الأصلية حيث جنسيتهم أو ميلادهم. وهدف التنقل هو الانخراط في نشاطات بقصد كسب المال لفترة محدودة أو غير محدودة. في وضع قانوني أو غير قانوني (بوخرصة، مارس 2021، ص 127).

يرى المتخصصون أن العولمة بدأت منذ عصر الاستكشاف. الذي حمل معه إلى جانب السلع والمنتجات الجديدة. الأمراض والأوبئة للعالم الجديد الذي لم يعرفها سكانه من قبل. فكان " السل الرئوي والجدري" يستوطنان دول القارة الأوروبية منذ قرون طويلة. وهو ما منح الأوروبيون فرصة توليد مناعة ضد هذين المرضين.

ولكن نقل المستكشفون هذه الأمراض إلى سكان مناطق العالم الجديد. أدى إلى انقراض سكان مجتمعات وحضارات عن بكرة أبيها. مما يدل على تأثير العولمة على الأمن الصحي القومي. 

عبر تسهيلها لنقل أمراض وفيروسات جديدة على المجتمعات المحلية. حيث أن سهولة السفر والترحال. مكنت فيروس " الإيدز" من الانتقال من أدغال القارة السمراء إلى معظم دول العالم. 

كذلك مرض "السارس" الذي انتشر بسرعة في دول جنوب شرق آسيا عن طريق السفر الجوي. مما أصاب الجهات الصحية الدولية توتراً شديداً من احتمال ظهور وباء عالمي يفتك بالملايين.

كذلك وباء " أنفلونزا الطيور"، والذي توقع علماء "مبادرة الصحة الدولية" التابعة لجامعة هارفارد أنه سيتسبب في مقتل الملايين. وخصوصاً بين أفراد شعوب الدول الفقيرة. 

هذا العدد الهائل من الضحايا يتوقع انتشاره في جميع أصقاع الأرض دون استثناء. عبر آلاف الرحلات الجوية اليومية التي تنقل مئات الآلاف من المسافرين بشكل يومي. في أهم مظهر من مظاهر العولمة الحديثة (عبد الحكيم،2007).


كيف تغير التعامل مع الاوبئة والأمراض المعدية في زمن العولمة؟

من الأمثلة السابقة يظهر لنا بشكل لافت، أنه في العصر الحالي سيعتمد الأمن الصحي الدولي بصورة رئيسية. على ضرورة التعاون والتنسيق بين الحكومات. وبين الهيئات الصحية في كل دولة وبقية الجهات المختصة. فضلاً عن مؤسسات المجتمع المدني. ووسائل الإعلام، ومنظمات القطاع الخاص وغيرها.

اقرأ أيضاً دراسة حالة عالمية - استكشاف العوامل الخارجية للنفايات البلاستيكية والتلوث البحري .


ومن الإجراءات التي تم اعتمادها في التعامل مع الأوبئة والأمراض المعدية في زمن العولمة نذكر:

-➰ففي عصر العولمة، لن تتمكن دولة بمفردها أو جهة واحدة من الوقوف في وجه التهديدات الصحية. الناتجة عن انتقال الفيروسات والأوبئة كالانفلونزا عبر حدود الدول والقارات. فمن خلال معرفة مصادر الأوبئة. والتصريح عنها منذ مراحلها الأولى.

ثم تفعيل التعاون والتنسيق على نطاق واسع بين الحكومات والجهات الصحية الدولية المختصة. يمكن تحقيق أكبر قدر من الأمن الصحي الدولي. وتجنب سقوط الملايين من الضحايا لمثل تلك الأمراض الوبائية.

-كانت جائحة كوفيد – 19 إحدى الأوبئة التي انتشرت على المستوى العالمي منذ شهر مارس 2020. حيث جعلت المهاجرين أكثر عرضة للخطر والعدوى. سواء عن طريق الازدحام في المخيمات. أو من خلال رحلاتهم، أو بسبب مراكز إقامتهم المؤقتة. كل ذلك يساهم في عدم تمكنهم من الالتزام بأنظمة الرعاية الصحية.

رغم تواجد هيئات إنسانية مختصة في شؤون الهجرة. إلا أنها لا تقوم بمسؤولياتها كما يجب بالتوعية لاتخاذ لقاح الإنفلونزا أو لقاح كوفيد 19. أو توضيح أعراض كورونا الجديدة. بالإضافة للآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قد تؤثر عليهم (بوخرصة، مارس 2021، ص 123).


-➰كان هناك عوامل عديدة تجعل من الأوبئة والأمراض المعدية أفعالاً وأحداثاً تسبب خللاً في التوازن الصحي العالمي. مثل غياب المعلومات الدقيقة، أو تضاربها، التضليل الإعلامي. عدم الاعتراف الدولي بالأوبئة في وقتها الحقيقي والفعلي. وعدم توافر آليات دولية مسيطرة، سواء قانونية أو تقنية. مما خلق ضغطاً على بعض الدول لدفعها للاستجابة.

-➰كل ذلك خلق الحاجة للتعاون الدولي في مجال الأوبئة الخطيرة. حيث تم طرح هذا الاقتراح في المؤتمر الصحفي الدولي الأول سنة 1851. 
كما استمرت منظمة الصحه العالميه منذ تأسيسها في سنة 1948. في هذا التعاون من خلال صكوكها وقوانينها الدولية (منظمة الصحة العالمية، 2000، ص1).

-➰تحت وقع الإحساس العميق بالمسؤولية، قامت الكثير من الحكومات بإصدار قرارات حازمة تمنع التجمّ. كما أصدرت قرارات تُعطّل فيها المدارس. وتلغي الفعاليات التي يكثر فيها الناس. وتغلق المتاجر الكبرى. وتُؤجل معظم الاجتماعات. مع منح الموظفين إجازات إلزامية مدفوعة الأجر.

من أجل مساعدة الشعوب على تنفيذ التوجيهات للبقاء في البيوت، للتقليل من نقل الأمراض. فضلاً عن التأكيد على أخذ اللقاح الخاص بالوباء COVID19 للسماح بالسفر إلى دولة أخرى. مع استحداث بعض الدول لجواز السفر الصحي الذي يبين كل المعلومات حول الحالة الصحية للمسافر.

-➰أيضاً أصبح هناك تكامل رقمي بين مختلف شركات التأمين حول العالم. فيما يتعلق بالتأمين الذي سمي بـ "تأمين كوفيد 19 قبل السفر". الذي يعتبر أحد مظاهر الأمن الصحي. فهذا التكامل المهم للجانب الصحي لأي دولة. إذ بدونه يمكن أن يقع على عاتق بعض الدول أعباء اقتصادية عظمى للمصابين بفيروس كورونا (COVID-19).

لذلك فإن تعامل العالم اليوم وفق قواعد "البيانات المفتوحة" الرقمية سهل انتقال المسافرين بين مختلف الدول. مع حجر المرضى. وضمان الاستعداد لمواجهة المتحورات الأكثر خطورة ( البيتي ،2022).

مما تقدم نجد أن البيانات المفتوحة ومنظمة الصحّة العالميه يمثلان مظهرين للعولمة في الجانب الصحي. من خلالهما يتم التخطيط بكل سهولة ويسر لضمان حصر الأوبئة والأمراض والحد من انتشارها، وتحقيق غايات الأمن الصحي.


المراجع.

  1. البيتي، حسن محمد عبد الله. (17نيسان2022). تأثير العولمة على الأمن الصحي (جائحة كورونا أنموذجاً). مدونة البيتي العالمية. تم الاسترجاع من الرابط التالي https://2u.pw/njFwr.
  2. الزيود، إسماعيل. (2020). العالم قرية صغيرة قراءة سوسيولوجية. عمون. متاح على الرابط https://www.ammonnews.net/article/530345.
  3. بوخرصة، فتيحة نسرين. (مارس 2021). اختلال الأمن الصحي العالمي وتأثيره على الهجرة الدولية في ظل جائحة كوفيد – 19. المجلد 11. العدد 1. مجلة التراث.
  4. عبد الحكيم، أكمل. (2007). الأمراض والأوبئة في زمن العولمة. نقلاً عن الاتحاد الإماراتية. متاح على الرابط https://2u.pw/RmYZt.
  5. منظمة الصحة العالمية. (28 نوفمبر 2000). الأمن الصحي العالمي – الإنذار بحدوث الأوبئة والاستجابة لمقتضياتها. تقرير من الأمانة العامة. المجلس التنفيذي. الدورة 107. البند 3-3. جدول الأعمال المؤقت.

google-playkhamsatmostaqltradent