recent
أخبار ساخنة

أساليب الاتصال - كيف يؤثر التواصل الفعال على الإنتاجية والتعاون في مكان العمل؟



ما هي طرق التواصل في بيئة العمل؟


في بيئة العمل الحديثة التي تتسم بالديناميكية والتحديات المستمرة، لم يعد التواصل الفعّال مجرد مهارة إضافية، بل أصبح عصب الإنتاجية ووقود التعاون المثمر. نتحدث هنا عن القوة التي تُحوّل مجموعة من الأفراد إلى فريق متكامل قادر على تحقيق أهداف تفوق إمكانياتهم الفردية.


لكن، ما الذي يجعله بهذه الأهمية القصوى؟

في كثير من الأحيان، يكون الخط الفاصل بين مشروع ناجح ومشروع متعثر هو جودة تبادل المعلومات والفهم المتبادل داخل الفريق. هل سبق لك أن عانيت من سوء فهم بسيط أدى إلى تأخير كبير؟ أو لاحظت كيف أن الوضوح في التوجيهات يُسرّع العمل بشكل مذهل؟


كيف يؤثر التواصل الفعال على الإنتاجية والتعاون في مكان العمل؟


تستهدف هذه المقالة، التي تأتي ضمن مناقشات مادة التواصل المهني، استكشاف كيف يمكن للغة الواضحة، والاستماع اليقظ، وقنوات الاتصال المناسبة أن تُعزز بشكل مباشر كلاً من:

  • زيادة الإنتاجية: من خلال تقليل الأخطاء، وتسريع اتخاذ القرارات، وضمان عدم تكرار الجهود.
  • دعم التعاون: عبر بناء الثقة، وتعزيز الشفافية، وخلق بيئة داعمة لتبادل الأفكار والابتكار.


فلنغوص معًا في آليات التواصل التي تصنع الفارق، وكيف يمكننا تحويل هذه المهارة الأساسية إلى ميزة تنافسية حقيقية في مسيرتنا المهنية.

ما هي مفاهيم الاتصال؟


يعد الاتصال من أقدم الأنشطة الانسانية حيث يعتبر ميزة كرم الله بها الإنسان بعد العقل، وإذا أردنا تحديد هذا المفهوم فإن كلمة اتصال “ communication“ ترجع إلى اللاتينية ومعناها “ Mettre en Commun“ والتي تعني بدورها مشتركاً أو عاماً (مكاوي والسيد، 1998، ص23).

بمعنى آخر هو العملية الديناميكية التي بؤثر فيها شخص سواء عن قصد منه أو غير قصد على مدركات شخص آخر أو عدة أشخاص عن طريق وسائل ومواد مستخدمة بطرق رمزية (حسان والعجمي، 2007، ص272).

وأنواع الاتصال متعددة تبعاً للمجال الذي تعمل به.

ما معنى "اتخاذ قرار"؟

هو الطريقة المؤسسة لمواجهة المشكلات والقضايا خلال العمل عبر توفير المعلومات الكافية وإيجاد البدائل المناسبة. واختيار البديل الأفضل والأكثر مناسبة من بينها. في سبيل تحقيق الهدف المرغوب حسب الموقف وظروفه (فرج اله، 2011، ص18).


ما هي أنواع أساليب التواصل الأربعة؟

إن فهم أنماط (أساليب) التواصل ليس مجرد مهارة نظرية، بل هو حجر الزاوية للتفاعلات المؤثرة، حيث يمنع سوء الفهم ويدعم التعاون والإنتاجية

ينقسم التواصل بشكل عام إلى أنماط رئيسية، مثل: الحازم (Assertive)، العدواني (Aggressive)، الخامل/السلبي (Passive)، والخامل-العدواني (Passive-Aggressive). التمييز بين هذه الأنماط وفهم تأثيرها يمكن الأفراد من تعديل أسلوبهم لتحقيق نتائج أفضل.


ما هو التقييم الذاتي في التواصل؟


أميل بشكل أساسي إلى نمط التواصل : الحازم (Assertive) /

  1. النمط الحازم : أستخدم هذا النمط لأنني أؤمن بأهمية التعبير عن الاحتياجات والآراء بوضوح وصراحة، مع إظهار الاحترام الكامل لوجهات نظر الطرف الآخر. أنا أسعى لتحقيق نتائج إيجابية للجميع (Win-Win)، بعيداً عن السلبية أو العدوانية. هذا النمط يمكّنني من الدفاع عن الأفكار بثقة دون الشعور بالذنب أو إيذاء مشاعر الآخرين.
  2. سبب الاستخدام: في البيئات المهنية والأكاديمية، يتطلب الأمر اتخاذ قرارات سريعة ومحسومة. التواصل الحازم يساعدني على تحديد التوقعات بوضوح، تقديم التغذية الراجعة البناءة، وإدارة النزاعات بشكل عادل ومنتج. وهذا يفسر العلاقة الوثيقة بين الاتصال مع اتخاذ القرارات وتدفقها بالوقت المناسب وبالصورة الصحيحة لنجاح عمل المؤسسة (العتيبي وآخرون، 2007، ص45).

مثال على موقف ذي تأثير إيجابي:


في مشروع جماعي أكاديمي، كان هناك تأخير مستمر من أحد الأعضاء. بدلاً من السكوت (سلبي) أو انتقاده علناً (عدواني)، استخدمت الأسلوب الحازم.

الإجراء: قمت بطلب اجتماع منفرد معه، وقلت له بهدوء: "أنا أقدر جهودك، لكني قلق من أن تأخير تقديم مهامك يؤثر على الجدول الزمني للمشروع. نحتاج إلى خطة واضحة. هل يمكن أن نحدد سوياً موعداً نهائياً جديداً يمكنك الالتزام به؟"

هذا الأسلوب ساعدني على تحسين التواصل حيث أتاح للشخص الآخر مساحة للتعبير عن تحدياته (دون الشعور بالهجوم) وهذا يندرج ضمن اسلوب التواصل الفعال، وتمكنا من وضع خطة عملية تناسب قدراته، مما حافظ على علاقة العمل وحقق نجاح المشروع في النهاية.



قارن بين أسلوبي تواصل مختلفين رأيتهما في الحياة الواقعية

لقد شاهدت تأثيرات متباينة لأسلوبين مختلفين في إدارة فريق عمل سابق، هما الأسلوب العدواني والأسلوب الداعم/الحازم

ما هو الفرق الأساسي بين التواصل الحازم والتواصل العدواني؟


أ. الأسلوب الأول: العدواني (Aggressive)

وصف الأسلوب: كان المدير يستخدم لغة آمرة، ويركز على الأخطاء أكثر من الإنجازات، ويتخذ القرارات دون استشارة الفريق، وغالباً ما يقاطع الآخرين أثناء الحديث.

تأثيره على العلاقات والنتائج:

العلاقات: تسبب هذا النمط في تدهور الروح المعنوية للفريق، وتزايد الشعور بالخوف والتردد في طرح الأفكار الجديدة.

النتائج: أدى إلى انخفاض الإنتاجية الإبداعية وظاهرة "الامتثال الأعمى"، حيث كان الموظفون ينفذون التعليمات دون تفكير نقدي أو تقديم اقتراحات لتحسين العمل، خوفاً من النقد اللاذع.

ب. الأسلوب الثاني: الداعم/الحازم (Supportive/Assertive)

وصف الأسلوب: كان قائد الفريق الجديد يشجع على النقاش المفتوح، يقدم التغذية الراجعة البناءة مركزاً على الحلول، ويخصص وقتاً للاستماع الفعال للتحديات الفردية.

التأثير على العلاقات والنتائج في هذا الأسلوب:

العلاقات: خلق بيئة من الثقة المتبادلة والأمان النفسي، مما عزز الولاء للفريق والمنظمة.

النتائج: أدى إلى زيادة ملحوظة في الابتكار وحل المشكلات ذاتياً، حيث شعر كل عضو بأنه مساهم فعال وله صوت مسموع.


 كيف تم تحقيق التفاهم في مواقف اتخاذ القرار التعاوني وحالات حل النزاعات.

كيف تضمن اتخاذ القرارات بشكل تعاوني؟


أ. التفاهم في اتخاذ القرار التعاوني:

الموقف: كان الفريق يواجه تحدي اختيار الأداة التكنولوجية الأفضل لإدارة المهام.

كيف تم تحقيق التفاهم: تم ذلك من خلال الاستماع النشط (Active Listening). بدلاً من فرض خيار معين، قام قائد الفريق بتطبيق إطار عمل للنقاش المنظم، حيث طلب من كل شخص عرض مزايا وعيوب الأدوات المقترحة. تم تسجيل جميع النقاط على لوح أبيض. بعدها، تم التصويت بعد مناقشة مفتوحة لنتائج كل خيار.

النتيجة: الشعور بـ "الملكية المشتركة للقرار". على الرغم من أن البعض لم يحصل على خيارهم الأول، لكنهم فهموا منطق القرار النهائي ودعموه بقوة.


ما هي استراتيجية حل النزاعات الأكثر فعالية في المواقف التي تتطلب اتخاذ قرار أو عمل سريع؟


ب. التفاهم في حالات حل النزاعات:


الموقف: نشأ خلاف بين قسم التسويق والمبيعات حول ميزانية الإعلان.

كيف تم تحقيق التفاهم: تم التركيز على تحديد المصالح المشتركة (زيادة الإيرادات)، بدلاً من التركيز على المواقف (ميزانية أكبر أو أصغر). تم استخدام أسلوب حل المشكلات التعاوني (Collaborative Problem Solving)، حيث طُلب من الطرفين اقتراح ثلاثة حلول وسط محتملة تخدم أهداف الطرف الآخر.

النتيجة: الوصول إلى حل ثالث لم يكن مطروحاً في البداية، وهو تخصيص ميزانية مشروطة مرتبطة بأداء المبيعات، مما أرضى الطرفين.



ماذا تعلمت من هذه المواقف، وكيف ستكيف أسلوب التواصل الخاص بك في المستقبل؟

مما سبق تعلمت أن المرونة (Flexibility) هي المفتاح. لا يوجد نمط تواصل واحد يناسب جميع المواقف. كما تعلمت أن الاستماع يمثل 80% من التواصل المؤثر؛ فالناس يريدون أن يشعروا بأنهم مسموعون قبل أن يقتنعوا.

تكييف أسلوبي المستقبلي:

و في حالات النزاع: سأتحول بوعي من النمط الحازم (لعرض رأيي) إلى النمط الداعم (للاستماع) والتحليلي (لتحديد الحقائق) قبل طرح أي حل.

أما في حالات اتخاذ القرار: سأتبنى دور المُيسّر (Facilitator) بدلاً من القائد الآمر، لضمان مشاركة الجميع والوصول إلى قرار يشعر الفريق بأنه اتخذه بشكل جماعي، مما يزيد من الالتزام بتنفيذه.


المراجع.

  1. العتيبي، ضرار وآخرون. (2007). العملية الإدارية. عمان: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
  2. حسان، حسن والعجمي، محمد. (2007). الإدارة التربوية. عمان: دار الميسرة للنشر والتوزيع.
  3. فرج الله، محمد موسى. (2011). دور المعلومات المحاسبية في اتخاذ القرارات الادارية في ظل ظروف عدم التأكد. دراسة ميدانية على البنوك العاملة بقطاع غزة. رسالة ماجستير. الجامعة الاسلامية. غزة.
  4. مكاوي، حسن عماد والسيد، ليلى حسين. (1998). الاتصال ونظرياته المعاصرة. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.

google-playkhamsatmostaqltradent