recent
أخبار ساخنة

الرؤية والرسالة والتناغم مع استراتيجية المنظمة


الرؤية والرسالة واستراتيجية المنظمة.

من الطبيعي أن يكون للشركات رؤية ورسالة خاصة فيهم وتتكلم عن إيجابياتها وعن إرضاء العملاء وقد يحصل تعارض بالرؤية والرسالة.

تعد الرؤية والرسالة من العوامل والعناصر المهمة في التخطيط الاستراتيجي. ومن الضروري صياغتها بصورة ملاءمة لاستراتيجية المنظمات. مع إمكانية التعديل عليهما كل ثلاث سنوات على الأقل عند بداية دورة التخطيط الاستراتيجي الجديدة. وبالتالي فإن صياغتهما بطريقة جيدة حاجة ماسة. 


الرؤية والرسالة

لأن مرحلة الصياغة هذه تعرف بمرحلة " من " في عملية التخطيط الاستراتيجي. وذلك بعد عملية التجهيز لمشروع الخطة الاستراتيجية. التي تحدد " من " هي الجهة. وما هي كينونيتها (فريق شركة آفاق الجانب الإيجابي، 2021).

مفهوم الرؤية والرسالة.

إن وجود رؤية استراتيجية مميزة وواضحة للشركة أو المنظمة تعتبر بمثابة حجر الزاوية في بناء الاستراتيجية بصورة فعالة. فالرؤية ليست مجرد سباق في انتقاء العبارات أو الشعارات. ولكنها منهج في الفكر الاستراتيجي الخلاق حول مستقبل المنظمة. ونوعية أنشطتها المرغوبة. ومكانتها السوقية المتوقعة. 

بينما الرسالة تمثل الغرض الذي يميز المنظمة عن غيرها من المنظمات المشابهة. وتحدد الرسالة مجال عمليات الشركة أو المنظمة من منظور المنتج أو السوق (قاسم، ٢٠٢١).

إن الالتزام بتنفيذ الاستراتيجية يعد من أكبر التحديات التي تقابل المنظمات. فمن السهل وضع خطة استراتيجية وصياغتها بمنهجية علمية. ولكن تنفيذها على أرض الواقع يمكن ان يفشل فشلاً ذريعاً. لذلك المهم هو تنفيذ الاستراتيجية المرجوة وليس وضع الاستراتيجية (محمد، د – ت).

اقرأ أيضاً رؤية ورسالة - إنشاء رسالة ورؤية شخصية.

اقرأ أيضاً المهارات والمعارف اللازمة لإدارة المؤسسات.

اقرأ أيضاً الهدف الذكي - تقنية الأهداف الذكية SMART والاستراتيجية الماسية.


ما هي العواقب السلبية التي يمكن أن تنشأ عندما تتعارض الرؤية أو الرسالة أو القيم مع الاستراتيجية؟

الاستراتيجية هي الأنشطة والخطط التي تقرها المنظمة على المدى البعيد بما يضمن التقاء أهداف المنظمة مع رسالتها. والتقاء رسالة المنظمة مع البيئة المحيطة بها بطريقة فعالة وذات كفاءة عالية في نفس الوقت.

ومن العواقب السلبية لتعارض الرؤية أو الرسالة أو القيم مع الاستراتيجية يمكن أن نذكر.

1. الارتباك وعدم الوضوح.

عندما لا تتوافق الرؤية أو الرسالة أو القيم مع الاستراتيجية. يصبح من الصعب على الموظفين والمستثمرين والعملاء فهم أهداف المنظمة وخططها. مما قد يؤدي ذلك إلى شعورهم بالارتباك وعدم اليقين حول كيفية مساهمتهم في تحقيق أهداف المنظمة.

2. نقص التزام الموظفين.

عندما لا تتوافق قيم الموظفين مع قيم المنظمة. قد يشعرون بعدم الرضا عن عملهم. لذا قد يؤدي ذلك إلى نقص التزامهم تجاه المنظمة. مما قد يؤثر سلبًا على الإنتاجية والابتكار.

3. فقدان ثقة العملاء.

عندما لا تتوافق رسالة المنظمة مع أفعالها. قد يفقد العملاء ثقتهم في المنظمة. مما قد يؤدي ذلك إلى انخفاض المبيعات والربح. وضرر سمعة المنظمة.

4. صعوبة اتخاذ القرار.

عندما تكون استراتيجية المنظمة غير واضحة أو غير متسقة مع الرؤية أو الرسالة أو القيم. يصبح من الصعب على الإدارة اتخاذ قرارات فعالة. مما قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر سلبًا على أداء المنظمة.

5. إهدار الموارد.

عندما لا تكون استراتيجية المنظمة متسقة مع الرؤية أو الرسالة أو القيم. قد يتم إهدار الموارد على مشاريع وبرامج لا تتماشى مع أهداف المنظمة.

6. فقدان فرص السوق.

عندما لا تكون المنظمة واضحة حول أهدافها وخططها. قد تفوتها فرص السوق. وبالتالي قد تستفيد المنظمات الأخرى من هذا الارتباك وتصبح أكثر تنافسية.

7. صعوبة جذب المواهب.

عندما لا تكون قيم المنظمة واضحة أو جذابة. قد تواجه صعوبة في جذب المواهب المتميزة. وبالتالي قد يفضل الموظفون العمل في منظمة تتوافق قيمها مع قيمهم الشخصية.

8. بيئة عمل سلبية.

عندما لا يكون هناك توافق بين الرؤية أو الرسالة أو القيم والاستراتيجية. قد تصبح بيئة العمل سلبية. مما قد يؤدي ذلك إلى شعور الموظفين بالإحباط وعدم الرضا. مما قد يؤثر سلبًا على الإنتاجية والإبداع.


ما هي الحلول لتجنب هذه العواقب؟

  • ضمان وضوح الرؤية والرسالة والقيم. يجب أن تكون الرؤية والرسالة والقيم محددة وسهلة الفهم من قبل جميع موظفي المنظمة.
  • ربط الاستراتيجية بالرؤية والرسالة والقيم. يجب أن تكون الاستراتيجية متسقة مع الرؤية والرسالة والقيم. وأن تعكس أهداف المنظمة بشكل واضح.
  • التواصل الفعال. يجب على المنظمة التواصل بشكل فعّال مع موظفيها والمستثمرين والعملاء حول الرؤية والرسالة والقيم والاستراتيجية.
  • قياس الأداء. يجب على المنظمة قياس أدائها بشكل منتظم للتأكد من أن الاستراتيجية فعالة وأنها تحقق أهداف المنظمة.

وبالتالي من المهم أن تكون الرؤية والرسالة والقيم متسقة مع الاستراتيجية. لتجنب العواقب السلبية التي قد تنشأ عن تعارضها.


حالات تبين أن الاستراتيجية لا تتماشى مع الرؤية أو الرسالة أو القيم للمنظمة.

كثيرة هي حالات عدم توافق الاستراتيجية مع الرؤيه والرسالة أو القيم الخاصة بالمنظمة. وعلى كل المستويات إن كانت مؤسسة صغيرة كمدرسة أو شركة تجارية صغيرة. أو على أعلى المستويات كما في المؤسسات الحكومية والوزارات. 

وأسباب الفشل في عدم تماشي الاستراتيجية مع رؤية ورسالة وقيم إحدى الوزارات الحكومية هو بشكل أساسي المحسوبيات والفساد وعدم اختيار الشخص المناسب لقيادة هذه المؤسسة. حيث تجد أن المسؤول في الوزارة هو من الأشخاص ذوات العائلة المعروفة والذي تم تزكيته لاستلام هذه الوزارة. وهو لا يملك من الخبرات والشهادات سوى شهادته الجامعية. تلك الشهادة التي لا تساعده على قيادة وزارة. 

وبالتالي يكون همه مصالحه الشخصية وخدمة معارفه. ونسي رؤية الوزارة ورسالتها للنهوض بالبلد نحو التطور والازدهار. فالوزارات لديها رؤية التقدم والنهوض بالوزارة كأحد مفاصل الدولة والمجتمع. ورسالتها الحد من الهدر المالي ومن ثم تحقيق الوفر في ميزانية الوزارة ليتحقق بالتالي وفر في ميزانية الدولة ككل. 

كل هذا يعد رخاء وازدهار على مستوى الأفراد. وبالتالي عندما يكون قائد المنظمة غير قادر على الالتزام بالاستراتيجية الموضوعة. فإن الفشل هو المصير المحتم لهذه المنظمة.

حالة أولى.

شركة تويوتا هي شركة رائدة وتهتم بصناعة السيارات وقطع الغيار والتصاميم الجديدة وتحرص هذه الشركة على مبدأ (الضيف أولاً) وتهدف تويوتا إلى زيادة انتشار مبيعات المركبات. حيث تعمل على توفير خدمات تجعل شراء وامتلاك إحدى سيارات تويوتا تجربة مرضية لزبائنها وعملائها بكل المقاييس.

وتدعم الشركة انتشار سياراتها في السوق السعودي بشكل واسع. عبر شبكة ممتدة من مراكز البيع والصيانة الموزعة استراتيجياً في مختلف أنحاء المملكة. بقصد توفير راحة البال لعملائها في أماكن تواجدهم. مع التزامها بالتميز في كل عروضها.
رسالة هذه الشركة هي الاهتمام بآراء العملاء وأنها توفر التقسيط الميسر. أما رؤيتها هي أن تكون من أبرز الشركات والأكثر تميزاً بين بقية الشركات الأخرى. وتكون سياراتها حديثة ويكون عملاءها أكثر إقبالاً عليها.

إلا أن رؤيتها لم تنفذ. فلم تقم بعمل دفعات ميسرة وكانت تكلفتها عالية بالنسبة للعملاء. ولم تتناسب مع قدراتهم المالية على الدفعات بشكل شهري وأيضاً لم تناسبهم المودلات ولم تهتم الشركة بآراء العملاء رغم أن رسالتها هي القيام بإرضاء العملاء. والالتزام بعروض تقسيط ميسرة ولكن رؤيتها تعارضت مع رسالتها.

ومن الواجب على المدراء أن يكون هناك تناسق وتناغم الاستراتيجية بين الرؤية والرسالة التي يتم طرحها حسب الخطة المطروحة.

حالة ثانية.

شركة اتصالات رسالتها جعل الإنترنت متاحاً للجميع في جميع المناطق. أما عن رؤيتها فهي تقديم خدمة جيدة وسريعة جدا لجميع المستخدمين.

ولكن في المقابل استراتيجية هذه الشركة متناقضة تماماً مع رسالتها ورؤيتها. فهي تقدم خدمة سيئة. والإنترنت بطيء. وهذا يتعارض وبشدة مع ما تريد هذه الشركة الوصول إليه. لذلك يجب تغيير الخطة الاستراتيجية لكي تتماشى مع الرسالة والرؤية لهذه الشركة.

يمكن التأكد من أن الاستراتيجية الموضوعة هي استراتيجية ناجحة. وتتماشى مع الرسالة والرؤيه والقيم عن طريق دراسة النتائج. وأيضاً من خلال دراسة المعطيات التي تكون بعد تنفيذ المشاريع. ومن خلال مراقبة سير العمل بشكل دائم. والتدقيق ومراقبة الأرباح العائدة للشركة. فهذا يجعل الشركة تحدد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية الموضوعة مناسبة أم يجب تغييرها أو تعديلها.

وبالتالي فالرؤيه والرساله من أهم العناصر في التخطيط الاستراتيجي. لذا يجب إعدادهما وصياغتهما بشكل جيد. حتى تتمكن الشركة من الوصول إلى الأهداف المحددة.

حالة ثالثة.

لدينا شركة "بلوكباستر" هي شركة لتأجير أقراص الفيديو والأفلام. حيث كانت تعتبر الشركة الأولى في هذا المجال وبلغت ذروتها في عام 2004. "الانترنت لم يقتل شركة بلوكباستر فقد قامت الشركة بقتل نفسها"

في أثناء وصول هذه الشركة لذروتها بسوق العمل. آليتها أن يأتي المستفيد إلى أحد فروع هذه الشركة لاستئجار هذا المنتج. ظهرت شركة منافسة. لكن هذه الشركة تقوم بإيصال المنتج إلى منزل المستفيد وهي شركة "نتفلكس".

وغرور شركة بلوكباستر وسيطرتها على السوق في ذلك الوقت جعلها تعتقد أن كثرة مراكزها كفيلة بإرضاء عملائها. ولِظنها أنها الشركة الرائدة في هذا المجال لم تدرك الإدارة سبب وجوب تغيير جذري في استراتيجيتها. ومع أن شركة نتفلكس الجديدة قدمت مقترح شراكة مع بلوكباستر لكن الأخيرة لم توافق واستخفت بالفكرة. وفي عام 2010 تم الكشف عن تعرض شركة بلوكباستر للإفلاس وبالمقابل تطورت أعمال نتفلكس وتحولت لشركة رقمية عالمية يمكن توفرها بكل منزل وارتفعت قيمتها المادية إلى 28 مليار دولار. (القيادي، 2022)

بالتالي وبالمقارنة بين شركتين لديهما الرؤية ذاتها والهدف ذاته ولكن كل شركة اتبعت سياسة واستراتيجية مختلفة عن الأخرى لتحقيق نفس ذات الغاية.

نجد أن عقلية بلوكباستر والعقلية الإدارية المراقبة لم تفي بالغرض. فلو أنهم عدّلوا رسالتهم وسعوا لتحقيق الرؤية بمواكبة التطور وعدم الجمود الفكري والتسويقي لكانت شركة بلوكباستر حافظت على ريادتها. أو أقل القليل بقيت ضمن المنافسة في السوق.

حالة رابعة.

أحد شركات الملابس العالمية. ذكرت في موقعها الإلكتروني أن أحد قيم الشركة هي العدالة والمساواة ودعم التنوع. في المقابل. تقوم الشركة بتوظيف عمال من الأطفال في مصانعها في البلدان الفقيرة مستغلة حاجة الأطفال. 

مخالفة بذلك القوانين الدولية والإنسانية. حيث أنها تقوم بإعطاء الأطفال أجور زهيدة وتبقيهم في العمل لساعات طويلة.
بالتالي. تكون استراتيجية توظيف الأطفال مخالفة لقيم الشركة. هذا أحد الأمثلة التي يمكن ذكرها في هذا الواجب.


كيف يمكن لقيادة المنظمة أن يتأكدوا من أن الاستراتيجية تتناغم مع الرؤية أو الرسالة أو القيم؟

على قيادة المنظمة التأكد من القدرة على تحقيق التناغم بين الاستراتيجية الموضوعة وبين الرؤية أو الرسالة أو القيم لتلك المنظمة. وذلك من خلال معرفة إمكانيات المنظمة وقدراتها المادية والبشرية. 

والتأكيد على العامل البشري ومواصفاته من ناحية الخبرات وتفانيه في العمل وسعيه الدائم لتحقيق النجاح في تنفيذ خطوات الاستراتيجية الموضوعة. وأن يرى المؤسسة كملك خاص له. نجاحها ونموها يعود عليه بالفائدة والربح.

تمثل الرؤية والرسالة العامل الأساسي في الاستراتيجية. وهذا يعتبر أساس وضع الأهداف الاستراتيجية الخاصة بالمنظمة. حيث أن الرؤية التي تم وضعها من قبل المنظمة تساهم في تحفيز فريق التخطيط الاستراتيجي في تحقيق المبادرات المستقبلية. 

والتأكيد عليهم بالتحلي بالقيم والالتزام بالسلوكيات الأساسية من أجل الوصول لتحقيق أهداف المنظمة. أما الرسالة فهي تضع الأساليب والطرق التي تساعد فريق التخطيط الاستراتيجي في الجهة من الوصول لتحقيق الأهداف الموضوعة مسبقاً من قبل المنظمة.

وبذلك نجد أنه من المستحيل على أي منظمة تحقيق أهدافها ورغباتها ما لم يكن لديها رسالة ورؤية استراتيجية يتم تحديدها وفق قواعد وأسس معينة. وتعرف الاستراتيجية على أنها الخطة الموضوعة لتحقيق أي هدف ويتم استخدامها كمهارة يستطيع من يتقنها النجاح في أي مجال كان. كالحرب والسياسة والرياضة والصناعة والتجارة وغيرها. كما يمكن وصفها بالاستخدام الذكي للموارد المتاحة عن طريق قواعد معينة في سبيل تحقيق الأهداف. (الغالبي، 2006).

فالرؤية والرسالة يجب أن تكونا متوافقتان مع بعضهما بشكل دائم. وأن لا تتعارضا مع استراتيجية الشركة.
فلابد أن تكون الاستراتيجية هي الجسر الذي تسير عليه الشركة لتحقيق جميع الأهداف التي تطمح إليها.

المراجع.

  1. القيادي. (2021-04-20) 50 مثالاً للشركات التي فشلت في الابتكار. تم الاسترجاع عن طريق رابط https://2u.pw/MvGAt.
  2. الغالبي، طاهر. (2006). إدارة واستراتيجية منظمات الأعمال المتوسطة والصغيرة. عمان. دار وائل للنشر.
  3. فريق شركة آفاق الجانب الإيجابي(2021). أهمية الرؤية والرسالة في التخطيط الاستراتيجي. PSH. متاح على الرابط https://www.psh-me.com/knowledge-center/blogs/67 .
  4. قاسم، أمجد (٢٠٢١) تعريف الرؤية والرسالة. موقع العلوم تم الاسترجاع من الرابط التالي https://cutt.us/MAkc0 .
  5. محمد، عبد الرحيم. ( د – ت ). كتاب إدارة استراتيجية – خمس خطوات نحو الهدف. موقع تصميم فكرتك. متاح على الرابط http://dr-ama.com/?p=1319 .
google-playkhamsatmostaqltradent