recent
أخبار ساخنة

ما هي مفاهيم الندرة وتكلفة الفرصة البديلة؟



الندرة وتكلفة الفرصة البديلة مع الأمثلة

من بين المشكلات الاقتصادية التي يعنى بها الاقتصاد الجزئي هي الندرة، وهي حالة وجود موارد وسلع محدودة مقابل طلب غير محدود من قبل المستهلكين الذين يرغبون في تلبية احتياجاتهم. ليتم اعتبار شيء ما موردًا اقتصاديًا، يجب أن يكون ذا ندرة نسبية وأن يتطلب تكلفة من حيث الثمن والوقت والجهد للحصول عليه.


مفهوم الحاجة ووسائل الإشباع.

الحاجة هي الرغبة التي يشعر بها الإنسان، وعدم إشباعها ينتج عنه إحساس بالحرمان، والحاجات الإنسانية تتصف بالتزايد اللامحدود، بسبب زيادة عدد السكان والتطور التكنولوجي، وبالتالي فوسائل الإشباع لتلك الحاجات لا تتزايد بنفس النسبة.



ما هي مفاهيم الندرة وتكلفة الفرصة البديلة؟




لذا لابد من إجراء مفاضلة بين الحاجات المتعددة لتحديد الحاجات الأفضل والأجدر لاختيارها، والتضحية بالحاجات التي يمكن تأجيلها وذات الربح الأقل، وهذا ما يدفع بالاختيار بين الوسائل المحققة لإشباع الرغبات، والتي توفرها الموارد الاقتصادية النادرة. (البدور وأحمد، 2011، ص33-34).

مفهوم الندرة.

الندرة هي مبدأ اقتصادي يتوفر فيه عرض محدود من الموارد لتلبية طلب غير محدود على السلع والخدمات. هذا يعني أن الموارد المتاحة غير كافية لتلبية احتياجات أو رغبات كل من يريدها. تكلفة الفرصة البديلة هي تكلفة أي نشاط يتم قياسه من حيث قيمة البديل الأفضل التالي الذي تم التخلي عنه. إنها التكلفة التي لا يتم تحملها باختيار خيار على الآخر. (المعموري 2019، ص 9).

تعريف آخر للندرة: هي حالة عدم توافر الموارد الكافية لتلبية كل الرغبات والحاجات بمعنى آخر، الندرة تعني أن هناك فجوة بين ما نريده وما نستطيع الحصول عليه، لذلك، يضطر الأفراد والمجتمعات إلى اتخاذ قرارات حول كيفية استخدام الموارد المحدودة بأفضل طريقة ممكنة ( الفتلاوي و الزبيدي ، 2010).

الموارد الاقتصادية.

هي رأس المال، والأرض، والعمل، والريادة، ومثال على ذلك يحتاج مشروع إشادة فندق إلى رأس المال من أجل بناء المباني وشراء المعدات، وعمال من أجل تسيير الأعمال، وأرض لإقامة الفندق عليها.

بالإضافة للتنظيم وريادة الاعمال لإدارة المشروع، إلا أن أي قرار متخذ يلزمه التخلي عن خيار آخر، فإقامة فندق مثلاً يلزمه التضحية بإمكانية بيع الأرض، وهذا ما يعرف بالتضحية أو تكلفة الفرصة البديلة (عودة وآخرون، 2019، ص5-7).

وبالتالي فإن اختيار بديل والتضحية ببديل آخر سببه ندرة الموارد لدى الأفراد والمجتمع، حيث إنه لو كان كل فرد يستطيع إشباع رغباته بسهولة دون بذل أي جهد أو تكلفة، لما كان لعلم الاقتصاد أهمية وحاجة، ولأصبح كل شيء متاح بالمجان في الأسواق.

إلا أن الواقع يدل على محدودية الموارد المتوفرة في أي مجتمع، التي لن تكون قادرة على تلبية جميع الحاجات المتجددة، وهذا ما يطلق عليه الندرة النسبية للموارد الاقتصاديه، وهو المشكلة الجوهرية لعلم الاقتصاد.

اقرأ أيضاً المنفعة الاقتصادية - تناقص المنفعة الحدية في سلوك الأشخاص.

اقرأ أيضاً تحليل التكلفة الربحية لاتخاذ قرار الإغلاق أو الاستمرار لمنشأة.

الفرق بين المشكلة الاقتصادية وعلم الاقتصاد.

وهنا يمكننا توضيح مفهومي المشكلة الاقتصاديّة وعلم الاقتصاد. فالمشكلة الاقتصادية تتكون من عاملين هما الحاجات الإنسانية اللامتناهية، وندرة الموارد (وسائل إشباع هذه الحاجات).

فالحاجات المتزايدة، تمثل جانباً واحداً من جوانب المشكلة الاقتصادية والتي تخلق بسبب ندرة الموارد الاقتصادية المستخدمة في إشباع الحاجات وعدم قدرتها على تلبية تلك الرغبات. (البدور، 2011، ص32-33)

بينما علم الاقتصاد هو أحد فروع علم الاجتماع التي تبحث في سلوك الأفراد والمجتمعات حول كيفية وطرق استثمار الموارد الاقتصاديه المحدودة والنادرة نسبياً، من أجل توفير مختلف الحاجات.

والتي تحقق أقصى إشباعاً لرغبات الأفراد المتجددة. ويحتل علم الاقتصاد مكاناً مهماً في اهتمام الإنسان بسبب صلته بحياته اليومية وطموحاته المستمرة. (أحمد، 2012، ص 10)

تعتبر الندرة في الموارد الاقتصادية جوهر علم الاقتصاد، حيث تتمثل المشكلة الاقتصادية في محدودية وندرة الموارد النسبية اللازمة لتلبية الحاجات الإنسانية المتزايدة. ولا يمكن تحقيق كل أهداف وغايات المجتمع بذات الوقت، بل يجب الاختيار والمفاضلة بينها (فحماوي، 2022).


تكلفة الفرصة.

هي العوائد المحتملة والمتوقعة التي ضاعت بعد اختيار عمل معين ورفض البديل. وهي مفهوم نظري وليست تكلفة حقيقية، ولا تظهر في ملفات المحاسبين، رغم فائدتها عند اختيار القرار. فالإدارة يجب أن تقيم جميع الفرص المتاحة ومن ثم تحول مواردها إلى أكثر الفرص ربحية (Pandey,1995:143).

للتكلفة الفرصية عدة خصائص فهي تمثل أعلى عائد مساهمة مفقود، وأفضل بديل تم التخلي عنه، وليست تكلفة متحققة، ولا تظهر في السجلات المحاسبية. كما يتم استثمارها من أجل المفاضلة بين البدائل بهدف اتخاذ القرارات (الجبوري، 2007، ص132).

أنواع التكاليف الفرصية.

والتكاليف الفرصية نوعان تكاليف صريحة وتكاليف ضمنية، يمكن توضيحها فيمايلي:

التكاليف الصريحة.

هي التكاليف التي يدفعها المنتج مقابل الحصول على خدمات، فالمبالغ التي تدفعها المؤسسة لقاء خدمات عناصر الإنتاج تعرف بالتكاليف الصريحه، ومثال على ذلك ما يدفع من مبالغ ثمن للمواد الخام والأجور. (النصر، 2002، ص188)

مثال عن تكلفة الفرصة البديلة من خلال تجاربك الشخصية أو المهنية.

ومن الأمثلة عن تكلفة الفرصة البديلة من تجاربنا الشخصية أو المهنية:

  1. ربة منزل تتفرغ لأعمال المنزل دون أن تتقاضى أجراً لقاء تلك الأعباء، وإذا افترضنا أنه بإمكانها الحصول على وظيفة في إحدى الشركات وتتقاضى راتباً شهرياً يعادل 500 دولار، تتحمل في هذه الوظيفة جهداً يعادل ما يتم بذله من جهود في أعمال المنزل، وبالتالي فإن تكلفة الفرصة البديلة للقيام بمهمة أعمال المنزل تعادل 500 دولار.
  2.  من خلال التجربة الشخصية، لنفترض أنني طالب ولدي خياران لأفعلهما. الخيار (أ) هو قضاء وقتي في الدراسة لامتحان قادم. الخيار (ب) هو الخروج مع الأصدقاء لمشاهدة فيلم. إذا اخترت الخيار (أ)، فستكون تكلفة الفرصة هي الفيلم الذي لا يمكنني مشاهدته لأنني أدرس للامتحان. ستكون التكلفة الصريحة هي رسوم التذكرة والمصروفات الأخرى المتعلقة بالفيلم. ستكون التكلفة الضمنية هي المتعة والعمل الجماعي الذي أفتقده مع أصدقائي.
  3. على المستوى الكلي، يمكن أن تلعب تكلفة الفرصة البديلة دوراً عندما تتخذ الحكومة قراراً. على سبيل المثال، لدى الحكومة خيار الاستثمار في تطوير البنية التحتية أو تطوير نظام الرعاية الصحية. إذا اختارت الحكومة الاستثمار في تطوير البنية التحتية. فستكون تكلفة الفرصة البديلة هي نظام الرعاية الصحية الذي لن يتم تطويره نتيجة لذلك. التكلفة الصريحة هي الأموال التي يتم استثمارها في تطوير البنية التحتية. ستكون التكلفة الضمنية هي تحسين نوعية الحياة التي يعيشها المواطنون.

التكاليف الضمنية.

فيشرحها عبد الرحيم وآخرون (1990، ص95-96) بأنها تكاليف تؤخذ بالحسبان عند المفاضلة بين البدائل لاختيار أحدها، فهي لا تتمثل في التدفقات النقدية الخاصة بالشركة. بسبب أنها تمثل عائداً ضائعاً على الشركة، لعدم الاستفادة من الموارد المتاحة في أفضل الاستثمارات البديلة، ولذلك تسمى بتكلفة الفرصة البديلة.

ونذكر عليها المثال التالي:

شخص لديه متجر هل يقوم بتأجيره أم يديره بنفسه؟

في حال تشغيله بنفسه ستكون الفرصة البديلة هي قسط الإيجار الذي سيضيعه لو قام بتأجيره. فضلاً عن راتبه المستحق لو عمل كمدير للمتجر. كذلك تقييمه للوقت الضائع في مقابل عائد الاستثمار المتوقع عند الاستثمار بنفسه. لذا يجب الموازنة بين الخيارات للوصول إلى أفضل خيار يمكن تطبيقه ويحقق أكبر فائدة.

في المثال السابق يظهر أثر تكلفة الفرصة البديلة في حالة التكاليف الإنتاجية. التي سيقدم فيها الشخص متجره للإيجار أو يعمل بدل موظف لإدارته. كلها ستنطوي على تكاليف ضمنية لن تظهر في الحسابات. على الرغم من أنها تؤثر في تكاليف الإنتاج.

مثال على تكلفة الفرصة البديلة على مستوى كلي عندما يتخذ المجتمع أو الحكومة خياراً ما.

وبالنسبة لتكلفة الفرصة البديلة على مستوى كلي (مجتمع أو حكومة) نذكر المثال التالي:

عندما تقوم الحكومة بإنفاق (15 ملياراً) دولار مقابل فوائد للديون الوطنية، فإن تكلفة الفرصة البديلة هي البرامج التي كان بالإمكان إنفاق هذه الأموال عليها كالإنفاق على قطاع التعليم، أو القطاع الصحي، وغيرها.

في الختام نجد أن دراسة تكلفه الفرصة الضائعة هو بسبب ندرة الموارد الاقتصادية، ويجب على الأفراد والحكومات الاختيار بينها وفرض التخلي عن بعضها، ويتطلب الاختيار والقرار تحمل مسؤولية ونسبة مخاطرة. ويتم استثمار تكلفة الفرصة البديلة عند اتخاذ القرار الإداري والمحاسبي، وكذلك في حالة تقييم البدائل من خلال الدراسات والتقارير عند التحضير لاتخاذ قرار معين.


المراجع.

  1. البدور، جابر محمد وأحمد، عبد الغفور إبراهيم (2011): مبادئ الاقتصاد الجزئي. دار آمنة للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
  2. أحمد، عبد الغفور ابراهيم وحسين، مجيد خليل (2012): مبادئ علم الاقتصاد. دار زهران للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
  3. الجبوري، نصيف جاسم وعباس، محمد وفي (2007): التكلفة الفرصية ودورها في محاسبة المسؤولية – دراسة شركة الوسام لمنتوجات الألبان والمواد الغذائية. العدد21. المجلة العراقية للعلوم الإدارية. بغداد.
  4. الفتلاوي، كامل علاوي والزبيدي، حسن لطيف. (2010). الاقتصاد الجزئي. دار المناهج للنشر والتوزيع. تم الاسترجاع من الرابط - https://cutt.us/6Gveb.
  5. المعموري، محسن حسن. (2019). مبادئ علم الاقتصاد الجزئي والكلي. دار اليازوري العلمية للتوزيع والنشر.
  6. النصر، محمد محمود وشامية، عبد الله محمد (2002): مبادئ الاقتصاد الجزئي. ط7، دار الأمل. إربد. الأردن.
  7. عبد الرحيم، علي والعادلي، يوسف والعظمة، محمد (1990): أساسيات التكاليف والمحاسبة الإدارية. ط1. ذات السلاسل. الكويت.
  8. عودة، سيف الدين وسوالمة، صلاح وفراجين، سلمان وعرار، فاروق وأبو حمدة، جهاد (2019): الإدارة والاقتصاد – فرع الريادة والأعمال. ط1. ج2. مركز المناهج. وزارة التربية والتعليم. فلسطين
  9. فحماوي، عبد المجيد (2022): أسباب وندرة الموارد الاقتصادية. موضوع. متاح على الرابط https://2u.pw/hN09x.
  10.  Pandey, IM.,( 1995): Essentials of Management Accounting , Vikas publishing House PVT Ltd, Delhi.
google-playkhamsatmostaqltradent