recent
أخبار ساخنة

العولمة وماذا بعد - هل العولمة بشكلها الحالي ستنتج السلام أم الحروب؟

الصفحة الرئيسية

أوقفوا قطار العولمة أريد النزول – العولمة وماذا بعد؟ الحرب أم السلام؟


مفاهيم في العولمة.

- هي زيادة الترابط والاعتماد المتبادل بين الشعوب والدول. عن طريق عنصرين مهمين ومترابطين. أولهما فتح الحدود الدولية من أجل تدفق كثيف وسريع للمنتجات والسلع والتمويل والخدمات والأفكار بالإضافة للأشخاص. وثانيهما التغييرات في المؤسسات والسياسات على المستويين المحلي والدولي. التي تعزز وتدعم تلك التدفقات (حسين وعبد الكريم، ص2023، ص 1148).


العولمة وماذا بعد - هل العولمة بشكلها الحالي ستنتج السلام أم الحروب؟


- هي ديناميكية جديدة ظهرت في داخل العلاقات الدولية. عبر تحقيق انتشار للمعلومات والمكتسبات الرقمية والتكنولوجية والعملية للحضارات بدرجة عالية من السرعة والكثافة (بكار، 2013، ص11-12).

مزايا العولمة.

للعولمة مزايا لا يمكن تجاهلها كزيادة التنافسية واتساع الأسواق. وزيادة التدفق التجاري، رأس المال ، المعلومات، الأشخاص. فضلاً عن مساهمتها في الانتشار التكنولوجي وتطوير الشركات. مما يعظم في جودة المنتجات. مع تخفيض التكاليف وغيرها من الفوائد التي يمكن ذكرها كالتالي:

  • زيادة التمويل وتدفق رأس المال.
  • تحقيق رفاهية أكبر للمستهلكين من خلال انخفاض الأسعار للسلع.
  • الانتشار الكبير للتكنولوجيا وانتقال المواهب عبر العالم.
  • رفع العوائق أمام الاستثمارات وخاصة الاستثمار الدولي، كاستثمار في بورصة الأسهم.
  • كسر الحواجز والمعيقات بين المراكز وشركات الأموال في العالم بهدف تحفيز المعاملات المالية والقضاء على الوسطاء.
  • تحفيز القطاعات الاستثمارية المالية المحلية وتطويرها لتضاهي نظرائها في العالم (ذكر الله، 24 سبتمبر 2021، ص6-10).

سلبيات العولمة.

من الآثار السلبية الناتجة عن العولمة والتي يمكن اختصارها فيمايلي:

  • تأثر سلبي على اقتصاد الدول النامية حيث ساهمت في انتشار البطالة. وتحولت الشعوب الفقيرة إلى شعوب مستهلكة.
  • تراجع الصناعات المحلية واستبدالها بالمنتجات المستوردة من الخارج. مما ساهم في زيادة سعر صرف العملات الاجنبية، وارتفاع أسعار الأسهم، وأسعار التداول في العملات الرقمية.
  • انتشار الثقافة العربية وانحسار الثقافة المحلية في البلدان الفقيرة والنامية.
  • زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية وغير المتجددة. مما ساهم في ارتفاع مستويات التلوث والاحتباس الحراري (حسين وعبد الكريم، ص2023، ص 1152).


هل تتوقع أن العولمة بشكلها الحالي ستنتج السلام أم الحروب ولماذا؟

إن ما يحدث الآن في العالم من أحداث إرهابية وتفجيرات يدل على أن العالم أصبح يعرف أنماطاً جديدة من الحروب غير التقليدية. هذه الأنماط بدأت منذ أن قامت العولمة في فرض هيمنتها وسياساتها الإمبريالية على الدول النامية والغنية بالمقدرات والخامات. لذا أصبح لمفهوم ومعنى الحرب دلالات مختلفة. وشرع رجال السياسة في استخدامه بشكل غير مسبوق، وفق أسس وقواعد لم تألفها مصطلحات ومفاهيم السياسة.

في السابق كانت الحروب محددة في الزمان والمكان. ثم تحوّلت فجأة إلى حروب رحّالة. حيث كان العالم يتطور من تأثير انتشار الثقافات والقيم الحضارية. أصبح الآن يعيش لحظات عدم البصيرة بسبب تحول الحروب إلى لقطات رحالة تنشر الرعب والخوف والدمار.

كما هو الحال عندما أعلن الرئيس الفرنسي الحرب على ما يسمى تنظيم «داعش». غداة تفجيرات باريس، هذا التنظيم الذي يعتبر بمثابة دولة افتراضية. بينما في السابق كان إعلان الحروب يتم على دول كاملة الأركان والسيادة من الناحية الجغرافية أو الحدود الإقليمية المعترف بها (الزاوي، 2015).


ماذا ترى في المستقبل القريب وبالبعيد بالنسبة للعولمة بناءاً على الأحداث والمراحل التاريخية للعولمة؟

منذ التسعينيات، ظهرت العولمة كقوة متسارعة ومندفعة، لا يمكن إيقافها. حيث أصبح العالم بمثابة قرية كونية صغيرة. فكان الاقتصاد العالمي أكثر ترابطاً. إلا أن الموجات الشعبوية والسياسات الإقتصادية أظهرت العولمة بصورة هشة. وبالإمكان تجزئتها إلى مناطق اقتصادية أصغر، وشبكات إنترنت داخلية.

إلا أن البعض أكد أن ذلك مجرد محاولة عرقلة للعولمة التي ستمضي في طريقها قدماً. حيث إن تكاليف إلغائها باهظة ويمكن القول أقرب للمستحيلة. في حين إن البعض الآخر يرى أن العولمة وصلت إلى حدها الطبيعي، بل بلغت ذروتها. ومن غير المرجح أن تكون تدفقات رأس المال أكثر من العولمة.



المراحل التاريخية للعولمة.

بصورة عامة، تحدد الباحثة " جيسيكا فان دير شالك " ثلاث موجات من العولمة وتراجعها: (الحبيب، 2021)

  1. بداية في القرن التاسع عشر، كانت مع الثورة الصناعية. والسفن البخارية والسكك الحديدية، والنمو السكاني السريع، انتهت هذه المرحلة بالتوجه العالمي نحو الانعزالية في الثلاثينيات بعد الكساد الكبير.
  2. انطلقت الموجة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية حتى السبعينيات، وكانت هذه المرحلة مدفوعة بتكامل الدول الأوروبية وظهور نظام بريتون وودز. النظام الذي وضع قوانيناً وأسساً للعلاقات التجارية والمالية بين الدول الصناعية الكبرى خلال منتصف القرن العشرين. وانتهت بما سُمي «صدمة نيكسون» عام 1971. وهي عبارة عن سلسلة من التدابير الاقتصادية. وكان أهمها إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار الأمريكي إلى الذهب. علماً أن الاستثمار في الذهب أصبح رائجاً اليوم. فنجد مواقع عالمية تختص في أسعار الذهب. ونجد صحف الكترونية مختصة في متابعة مؤشر الذهب بشكل يومي، فنلاحظ تسمية صفحاتها اسعار الذهب اليوم.
  3. جاءت المرحلة الأخيرة بعد سقوط جدار برلين والانهيار الداخلي للاتحاد السوفيتي. وكانت سببها المزيد من الابتكارات في تكنولوجيا المعلومات الرقمية والاتصالات. هذه الابتكارات كانت السبب في تخفيض كلفة المعاملات. بالإضافة للتوجه النيوليبرالي الذي كان يدعو للانفتاح على كل من تدفقات راس المال والتجارة. مما دفع دول آسيا وبعض الاسواق الناشئة الأخرى للانفتاح على الاقتصاد العالمي. وبالتالي كان هناك مسار تصاعدي نحو المزيد من التكامل الاقتصادي والسياسي والعولمة بصورة واضحة.

ومع ذلك، فإن الحروب التجارية الأخيرة التي شنتها أمريكا ضد الصين. والعديد من الإجراءات الانعزالية على نحو متزايد. بالإضافة لصعود الشعبوية المسيطرة على التوجهات الاقتصاديه للدول. مما انعكس على توجهات الشعوب والتي اتخذت موقف المناهضة للعولمة (صلاح، 2021).

كل ذلك يزيد المخاوف من أن عملية العولمة هذه يمكن أن تتوقف أو حتى تتراجع. وأن النظام التجاري العالمي قد ينهار إلى مناطق أصغر من التكامل الاقتصادي المكثف. وأن الإنترنت سوف يتحلل إلى شبكات داخلية أصغر. أو أن التقنيات التكنولوجية المستقبلية ستكون بطبيعة أقل عالمية.

لأن العديد من المناطق ستطور معاييرها الخاصة نحو النمو والتنفيذ. مما يؤدي إلى تخصيص رأس المال بكفاءة قليلة. بالإضافة لتقليل الأحجام الاقتصادية. كما أنه تم بصورة فعلية اتخاذ خطوات رئيسية تهدف لدمج الدول والاقتصادات في خضم النظام السياسي والاقتصاد العالمي. كما أن سلاسل الإنتاج المعقدة للغاية. والتي دعمت التجارة العالمية فإن تفكيكها لا يعطي سوى فوائد لا تذكر تجاه زيادة تكاليفها.

من كل ذلك تستنتج شالك أن العولمة قد وصلت إلى الحد الطبيعي. إلا أنها تعتقد أن نهاية تمدد العولمة ليست مؤكدة. بسبب أن تاريخ العولمة يبين أن المراحل السابقة من إزالة العولمة كانت مدفوعة غالباً بقرارات سياسية. ولا يوجد سبب داخلي يمكن أن يعمل على إزالتها. 

كما أنه مع تقدم الصين تتغير مصالحها الجيوستراتيجية. وخاصة بعد أن أصبحت الصين بمثابة مصنع العالم. وبدأت في طرح بنية تحتية عالمية في صورة مبادرة الحزام والطريق، وهذا يشكل دعماً للعولمه.

في النهاية يمكن القول إن العولمة عملية زمنية ذات طابع تاريخي. أي لها بداية ومستمرة جارية. وأنها ستنتهي عند نقطة معينة. كما أنها تسير من مكان لآخر بمسار طويل نشأ في عدة تكوينات اقتصادية واجتماعية. من الإمبراطوريات القديمة. والمجتمعات البدائية حتى وصلت إلى المدن العالمية التي نعيش فيها.

ولكن من البساطة أن نعلن أن العولمه هي آخر العمليات الحضارية العظيمة. فلا بد أن تكون هناك ثورة خضراء سوف تغير وجه الأرض من جديد. ذلك عندما يدرك الناس أن فرصتنا الوحيدة للاستمرار والبقاء. هو تغيير أسلوب حياتنا إلى أسلوب حياة يقوم على التوازن البيئي.


المراجع.

  1. الحبيب، عبد الرحمن. (2021). ما هو مستقبل العولمة؟. الجزيرة. متاح على الرابط  https://www.al-jazirah.com/2021/20210301/ar2.htm.
  2. الزاوي، الحسين. (2015). العولمة والحروب الرحّالة. موقع الخليج. متاح على الرابط https://2u.pw/veEyq.
  3. بكار، عبد الكريم. (2013). العولمة: طبيعتها – وسائلها – تحدياتها – التعامل معها. ط3. الأردن: دار الإعلام للنشر والتوزيع.
  4. حسين، سالم وعبد الكريم، فني. (2023). مستقبل العولمة في ظل جائحة كورونا – كوفيد – 19 . المجلد 8. العدد 1. المسيلة. الجزائر: المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية.
  5. ذكر الله، أحمد. (24 سبتمبر 2021). العولمة بعد أزمة كورونا – تحديات مستجدة وسيناريوهات محتملة. تركيا: المعهد المصري للدراسات.
  6. صلاح، علي. (2021). مستقبل العولمة في عصر الجيل الثاني من الحروب التجارية. موقع المستقبل. متاح على الرابط https://2u.pw/1X4R9i.

google-playkhamsatmostaqltradent