recent
أخبار ساخنة

خطاب الإقناع - فن التأثير على الجمهور وتحقيق الأهداف المرجوة



يعد الخطاب أسلوباً لغوياً هدفه تحقيق الاتصال والتواصل بين الأطراف، وتكمن فاعليته في الأثر الذي يتركه بعد كل خطاب، وقد تكون موضوعات الخطاب واحدة أو متعددة، وفي بعض الأحيان يتغير مسار الخطاب بفضل التفاعل بين أطراف متعددة فتبدو مناظرة بينهم.



خطاب الإقناع - فن التأثير على الجمهور وتحقيق الأهداف المرجوة




وفي القدم كان يتواجه الخطباء على المنابر للتخاطب في مواطن الاختلاف، لينتقل هذا المفهوم في العصر الحديث لتسميته بالمناظرة، حيث يتم تبادل وجهات النظر في موضوع الخطاب (العمري، 2013، ص55).

كيف تكتب خطاباً مميزاً؟

ما هو خطاب الإقناع؟


يُعرَّف خطاب الإقناع على أنه نوع من أنواع الخطابات الهادف لتغيير أو تعزيز الآراء والتوجهات والمعتقدات لدى الجمهور. يتطلب هذا النوع من الخطاب امتلاك مهارات فائقة في فنون الإقناع واستخدام بعض الأدلة المقنعة. 

حيث إن عملية التواصل تقوم أساساً على مهارة الإقناع المرهونة بقدرة المتحدث أو الخطيب أو المعلم على تحقيق شروط العملية التواصلية وهو تحقيق المنفعة والإفادة للجمهور، عن طريق استخدام المتكلم لتقنيات تتضمن وجهة دلالية يفرضها السياق وبعض الظروف المحيطة (الهوارية، 2015، ص103).


ويأخذ الخطاب مقام الوعظ والتعليم، بأن يكون الخطاب بين طرفين طرف قارئ وطرف مستمع، أي طرف ملقٍ وطرف متلقٍ، حيث تكون هناك علاقة بين الخطيب وجمهوره، أو بين المعلم وطلابه، ويشترط أن يكون بينهما حالة عطاء وتقبل، فضلاً عن عناصر تأكيد وإقناع، بل يمكن استثمار عناصر التأكيد والنهي وغيرها.

وفي حال كان موضوع الخطاب هو الترغيب في العلم والحصول على المعارف يتجه الخطيب للمتلقين بالوعظ لإخراجهم من دائرة الطيش والإهمال والسهو عن تحصيل العلم والمعارف، وحثهم على العمل ترغيباً في الثواب والنجاح في أعمالهم (ضيف، 2019، ص513).


كيفية إعداد خطاب الإقناع.

  1. تحليل الجمهور: عن طريق دراسة جمهورك المستهدف لتحديد ميولهم ومتطلباتهم وما يهمهم وكيف يمكن أن يتأثروا بالإقناع. ويكون ذلك عن طريق الإعلان المسبق لفكرة الخطاب.
  2. تحديد الهدف: فيجب تحديد هدف الخطاب بوضوح في الاعلان أو خلال التوجه للجمهور، سواء كان تغيير رأي معين أو دعم فكرة محددة كالسعي لزيادة الوعي لدى الأفراد وتغيير سلوكيات المجتمعات لرفع المستوى الجماهيري، وكل ذلك يرتبط بمصداقية الوسيلة الإعلانية ومستوى ثقة الجمهور (إبراهيم، 2020، ص2600).
  3. استخدام الأدلة والأمثلة: فاستخدام الأدلة القوية والأمثلة الواقعية ضروري لتعزيز حججك للإقناع.

كيفية إلقاء خطاب الإقناع.

  1. بداية مقنعة: يجب أن تبدأ الخطاب ببداية تجذب انتباه الجمهور وتوضح الهدف الأساسي للإقناع.
  2. استخدام التقنيات اللغوية: كالاعتماد على التشبيهات والمقارنات من أجل توضيح الفروقات والاختلافات والتأكيد على وجهة نظرك. فضلاً عن توافر جهارة الصوت ووضوحه أثناء الخطاب مع التغيير في نبرة الصوت بما يتناسب مع المعنى (علي، 2009، ص37).
  3. التفاعل مع الجمهور: فالتفاعل المستمر مع الجمهور المستهدف عن طريق طرح الأسئلة أو الاستفسارات يساهم في تحقيق تأثير أكبر للخطاب.

تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة.

  1. قياس التأثير: من خلال استخدام مؤشرات محددة لقياس تأثير الخطاب، مثل ردود الفعل المباشرة أو التغيير في السلوك.
  2. تحسين الأداء: بالاعتماد على خبرات التجارب السابقة والتعلم منها بهدف تحسين أدائك في المرات اللاحقة.

مثال وصف حالة إلقاء الخطاب الإقناعي.


قمت بإلقاء خطاب إقناعي لفئة من الشباب (الجمهور المستهدف) حول أهمية الدراسة والتعليم في بناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم (الهدف). أشرت في الخطاب إلى أن التعليم هو المفتاح الرئيسي للنجاح والتحرر من الفقر والجهل، وأنه يمكنهم تحقيق أحلامهم وتحقيق النجاح في حياتهم من خلال الدراسة الجادة.

تحدثت عن أمثلة حية (استخدام الأدلة والأمثلة) لأشخاص نجحوا في حياتهم بفضل التعليم والجهود الشخصية، وأشرت إلى أن الدراسة ليست مجرد واجب، بل هي فرصة لتطوير المهارات والقدرات وتحسين فرص العمل المستقبلية.

وبعد الخطاب، لاحظت تغيراً كبيراً (تأثيرات وردود أفعال) في نظرة الشباب تجاه التعليم، حيث بدأوا يرونه على أنه فرصة لتحقيق النجاح والتميز.

وأظهروا اهتماماً أكبر بالدراسة والتعلم من خلال ما طرحوه من أسئلة علي في مختلف المجالات التي أرادوا تعلمهما وكسب المعارف منها، كما طلبوا توجيههم إلى أي المجالات والقطاعات الأفضل للانتساب إليها والحصول منها على الخبرات العلمية والعملية.


وبالتالي، فقد حققت النتيجة المرجوة من الخطاب، وأنجزت ما قمت بإعداده. وشعرت بالسعادة لأن كلماتي وصلت إلى قلوبهم قبل عقولهم.


في الختام يمكن القول إن بلاغة الخطاب الإقناعي من المباحث المهمة للدارسين في مجال بلاغة الخطاب الإقناعي، كما يلعب عنصر الإقناع دوراً مهماً في مختلف مجالات التخاطب الأدبية والعلمية. 

على الرغم من صعوبة إلقاء الخطاب أمام الآخرين، ولكن يمكن التغلب على هذا الشعور وتحسين مهاراتنا الخطابية بواسطة تعلم منهجية وأسلوب الخطاب بأنواعه، باتباع العناصر الأساسية لتلك المنهجية من اختبار الموضوع والهدف منه، وتحديد الجمهور، بالإضافة لتنظيم طريقة عرض الموضوع وأسلوب الإلقاء، ولا ننسى وضع مقدمة وخاتمة مناسبتين لموضوع الخطاب (حريم، 2023، ص320).

برأيي إن خطاب الإقناع يمثل أداة قوية للتأثير على الجمهور وتغيير آرائهم. من خلال اعتماد الخطوات السابقة، يمكن تحقيق النتائج المرجوة وتحقيق الأهداف المحددة بفعالية.


المراجع.

  1. إبراهيم، عبد الله عمران. (2020). الخطاب الإقناعي في التلفزيون المصري – دراسة في تحليل الخطاب الصحي بالبرامج الحوارية " جائحة كورونا أنموذجاً". جزء4. عدد55. مجلة البحوث الإعلامية.
  2. العمري، محمد. (2013). أسئلة البلاغة في النظرية والتاريخ والقراءة. المغرب: إفريقيا الشرق.
  3. الهوارية، شيخ أعمر. (2015). تقنيات الإقناع في الخطاب التواصلي الجامعي. العدد1. عين تموشنت: المركز الجامعي.
  4. حريم، حسين محمود. (2023). مهارات الاتصال في عالم الاقتصاد وإدارة الأعمال. دار الحامد للنشر والتوزيع. مكتبة المنهل. ملف PDF. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/595.
  5. ضيف، عبد الباسط. (2020). بلاغة الخطاب الإقناعي عند محمد العمري. مجلد 9. عدد 2. الجزائر: مجلة إشكالات في اللغة العربية والأدب.
  6. علي، محمد. (2009). فن الإلقاء. ط1. القاهرة: مؤسسة طيبة الطباعة والنشر.
google-playkhamsatmostaqltradent