recent
أخبار ساخنة

استكشاف عيوب سوق العمل: العوامل والآثار والتدخلات الاستراتيجية

الصفحة الرئيسية


ديناميكيات أسواق العمل وسوق العمل التنافسي


تتأثر ديناميكيات أسواق العمل بعوامل مختلفة مثل النقابات العمالية والتدخلات الحكومية والاحتكارات. يتعمق هذا المقال في العلاقات المتشابكة بين هذه العناصر. وتأثيراتها على الأجور والدخل في أسواق العمل ذات المنافسة غير الكاملة.


استكشاف عيوب سوق العمل: العوامل والآثار والتدخلات الاستراتيجية

بناء على الفهم الأساسي لسوق العمل التنافسي الكامل. سنسلط الضوء على استكشاف كيفية تأثير النقابات العمالية والسياسات الحكومية والهياكل الاحتكارية لنتائج سوق العمل.

ما هو مفهوم سوق العمل؟

في كل سوق يتواجد المنتجون والمستهلكون. أي البائعون والمشترون. وذات الشيء هو سوق العمل. حيث المشترون هم أصحاب الأعمال والبائعون هم العمال. وتعتبر السلعة هي خدمة العمل وهي محل التبادل في هذه الأسواق. ولا يمكن فصلها عمن يقوم بتأديتها (الموسوي، 2005، ص84).

سوق العمل هو نظام معقد ومتشابك ومحدد بالعديد من الكيانات منها: أرباب العمل وهم القطاع الحكومي أو الخاص. والشركة المساهمة. والشركة التعاونية وغيرها. ثم يأتي الموظفون وهم الأشخاص الذين يكتسبون أجورهم بشكل ثابت.

ومن ثم العاطلون عن العمل وهم الأشخاص الذين ليس لديهم عمل أو وظيفة لفترة زمنية معينة. ولكنهم يشاركون بنشاط في البحث عن العمل. وهناك المكون الأخير وهو الدولة – التي تقوم بإجراءات عملية مثل فرص العمل والتوظيف للأفراد. وزيادة فرص توليد الدخل. كما أنها مسؤولة عن حماية حقوق العمل والعمال ومصالح السكان.

اقرأ أيضاً عالم الاحتكارات في الشركات القائمة- خيارات التمويل وقرارات الإنتاج.


وبالتالي يمكن تعريف سوق العمل بالمختصر بأنه منطقة جغرافية تتوفر فيها موارد بشرية وتمثل قوة العمل. وتكون قادرة وجاهزة للعمل وترغب بممارسة هذا العمل في كافة الأوقات. بحيث تقوم المنظمات بتوفير حاجتها منها. ويتكون سوق العمل من متغيرين أساسيين هما العرض والطلب.

  1. العرض وهو كل ما هو متاح من موارد بشرية في منطقة جغرافية معينة. من مختلف الأعمار والأجناس والتخصصات والخبرات والمهارات. بحيث تكون قادرة على العمل وتبحث عنه في فترة زمنية معينة. 
  2. الطلب فهو حاجة المنظمات من الموارد البشرية باختلاف أنواعها وتخصصاتها. ومهاراتها في منطقة جغرافية معينة وفي فترة زمنية معينة (عقيل، 2005، ص276).

ما هي مميزات سوق العمل؟

يلعب العمل ادواراً متنوعة في الحياة الاقتصادية. فهو المحرك الأساسي لعملية الإنتاج. سواء كانت العملية مادية تتمثل في سلع استهلاكية أو عبارة عن خدمات للصالح العام. فاليد العاملة تشكل أحد عناصر الإنتاج (زروخي وبرحومة، 2014، ص99).
تتميز سوق العمل بعدد من الخصائص أهمها (أونيس، 2011، ص68).
  • خدمات العمل تؤجر ولا يمكن ان تباع.
  • خدمات العمل مرتبطة بالعامل لا يمكن فصلها عنه.
  • ظروف العمل لها ذات الأهمية مع السعر او الأجر. في تفسير قرارات الحركة والعرض والطلب.
  • الطلب على العمل هو طلب من اجل السلع او المنتجات او الخدمات التي يتم تداولها أو بيعها.
  • كثرة التشريعات والقوانين والمؤسسات هي التي تنظم وتحدد آلية عمل السوق. بالإضافة للحكومة. حيث تتواجد مؤسسات وسيطة بين المشترين والبائعين لخدمات العمل (القريشي، 2007، ص21).

استكشاف كيفية تأثير النقابات العمالية والسياسات الحكومية والهياكل الاحتكارية على سوق العمل

تعاني بعض الصناعات من عيوب ملحوظة في أسواق العمل بسبب الخصائص المحددة التي تقيد المنافسة. وتضع حواجز أمام الدخول. وتزود أصحاب العمل بسلطة كبيرة على الموظفين. 

يمكن أن تؤدي هذه العيوب إلى مواقف يتمتع فيها أصحاب العمل بسلطة أكبر على الأجور وظروف العمل. مما يؤدي إلى توازن غير متكافئ للقوى بين أصحاب العمل والموظفين.

وضع مكتب العمل الدولي تعريف للنظام الخاص بمعلومات سوق العمل وينص على التالي:

 " نظام شامل يتضمن جمع وتحليل ونشر بيانات كمية وكيفية عن أوضاع وتوجهات آلية العرض والطلب لليد العاملة. كذلك العوامل التي من شأنها أن تؤدي لانحرافات فيما بينهما. وذلك في شتى القطاعات الاقتصادية والمهن والمناطق في البلد المعني" (الصالح وآخرون، 1998، ص376).



مثال تطبيقي - صناعة تواجه تحديات سوق العمل بشكل متكرر

باختيارنا لمثال واقعي نذكر قطاع النقل العام

ما هي العوامل المميزة التي تساهم في جعل سوق العمل بعيدة عن المنافسة الكاملة؟

العوامل المميزة التي تجعل سوق العمل بعيدًا عن المنافسة الكاملة هي:
  1. التحكم في منح التراخيص من قبل الحكومة: قد تقوم الحكومة بمنح تراخيص وامتيازات لشركات النقل العام. مما يساهم في خلق احتكار السوق وتقييد المنافسة.
  2. التكاليف العالية في الدخول: حيث تعتمد شركات النقل العام على أصول مادية مكلفة جداً مثل الحافلات الكبيرة والقطارات. مما يمنع المنافسين الجدد من دخول السوق.
  3. تشريعات العمل والنقابات العمالية: قد تؤثر النقابات العمالية على طبيعة العمل والأجور. مما يشكل ضغوطًا على أصحاب العمل ويؤثر بصورة كبيرة على تنافسيتهم.
  4. اجراءات التحكم السعري: قد تضع الحكومة قيودًا معينة على تعديلات الأسعار في القطاع. وهذا يسبب تقييد في القدرة على استجابة الأسعار لتقلبات العرض والطلب.

كيف تخلق هذه العوامل تشوهات وعدم كفاءة داخل سوق العمل في الصناعة المختارة.

التشوهات وعدم الكفاءة داخل سوق العمل في قطاع النقل العام:
  1. تأثير على الأجور وظروف العمل: قد تؤدي العوامل المذكورة إلى سيطرة أصحاب العمل بشكل كبير وتقليل سلطة الموظفين في التفاوض على الأجور وتعديل ظروف العمل. مما يؤدي إلى تحديد أجور أقل من مستوى الكفاءة الحقيقي وبالتالي تدهور الظروف العملية للعمال.
  2. تقليل الابتكار والجودة: بسبب قلة المنافسة. قد لا تكون الشركات الموجودة محفزة بشكل كافٍ لتحسين الخدمات أو تبني التكنولوجيا الحديثة. مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للعملاء.

ما هي التدخلات الاستراتيجية المحتملة لمعالجة عيوب سوق العمل داخل الصناعة المختارة.

بمكننا أن نذكر بعض التدخلات الاستراتيجية لمعالجة عيوب سوق العمل في قطاع النقل العام مثل :
  1. فرض تعديلات على قوانين العمل والتشريعات القطاعية حيث يمكن للحكومة تنظيم قطاعاتها الاقتصادية بشكل أفضل بهدف تشجيع المنافسة وتحسين شروط العمل. مثل فرض قيود وقوانين تناهض الاحتكار وتعزيز حقوق العمال. مما يشجع المنافسين على زيادة الطلب على الاستثمار الضروري في هذا القطاع (قويدر، 2013، ص140).
  2. تعزيز دور المفاوضة الجماعية: حيث يمكن تعزيز دور النقابات العمالية في التفاوض على الأجور والظروف العملية. بهدف تحقيق توازن أكبر في ميزان القوى بين أصحاب العمل والعمال. بحيث تكون الاتفاقات في هذه المفاوضة مكتوبة وملزمة للموقعين عليها. وتنطبق المفاوضة وشروطها على جميع العمال من الفئات المعينة في المنشأة التي يغطيها الاتفاق (منظمة العمل الدولية، 2018، ص3).
  3. تعزيز الظروف التنافسية: يمكن للحكومة تشجيع دخول منافسين جدد إلى السوق من خلال تقديم تسهيلات للشركات الناشئة وتقليل التكاليف الاقتصادية للدخول إلى السوق.
  4. التدريب والتأهيل وتحفيز الابتكار: يمكن تقديم حوافز مالية للشركات لاعتماد التكنولوجيا الحديثة وتحسين الخدمات. فضلاً عن ضرورة توفير البرامج التدريبية المطلوبة في سوق العمل. حيث أوضحت دراسات على قطاع النقل في الأردن أن البرامج التدريبية المطلوبة من أصحاب العمل هي أكثر تخصصاً من تلك البرامج المقدمة من مزودي خدمة التدريب بشكل عام. وضرورة توافر المهارة الفنية في العاملين المراد تعيينهم في قطاع النقل. وذلك من خلال دمج برامجها التدريبية بتلك المهارات. ومن هذه المهارات هو كيفية تطبيق إجراءات السلامة العامة. ومهارات بيع وتسويق خدمات النقل وتحديد المخاطر المحتملة. إداريي الأنظمة والشبكات. ومشرف المشتريات والعلافات العامة. كل ذلك يعزز الكفاءة والجودة داخل الصناعة (عبابنة، 2020، ص33).
  5. تعزيز شفافية السوق: يمكن للحكومة فرض متطلبات الشفافية والإفصاح عن الأداء المالي والعمليات لشركات النقل العام. مما يساهم في خلق بيئة تنافسية أكثر عدالة وشفافية.

المراجع.

  1. القريشي، مدحت. (2007). اقتصاديات العمل. ط1. عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.
  2. أونيس، عبد المجيد أونيس. (2011). إدارة العلاقات الإنسانية – مدخل سلوكي تنظيمي. ط1. عمن. الأردن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
  3. الموسوي، ضياء مجيد. (2005). النظرية الاقتصادية في التحليل الاقتصادي الكلي. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.
  4. زروخي، صباح وبرحومة، عبد الحميد. (2014). دراسة قياسية للعلاقة بين معدل البطالة والنمو الاقتصادي في الجزائر خلال الفترة 1990 – 2013 باستخدام التكامل المشترك. أبحاث اقتصادية وإدارية. العدد 15. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير.
  5. عبابنة، عبد الله يوسف وأبو شيخة، اسماعيل. (2020). الفجوة بين جانبي العرض والطلب في قطاع النقل. المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية. وزارة العدل. الأردن.
  6. عقيل، عمر وصفي. (2005). إدارة الموارد البشرية المعاصرة بعد استراتيجي. ط1. دمشق: دار وائل للنشر والتوزيع.
  7. قويدر، معيزي. (2013). تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي في ظل اقتصاد السوق. العدد8. جامعة البليدة: مجلة الاقتصاد الجديد.
  8. منظمة العمل الدولية. (2018). المفاوضة الجماعية – دليل للسياسات. ط1. مصر: مكتبة منظمة العمل الدولية في القاهرة.
google-playkhamsatmostaqltradent