recent
أخبار ساخنة

العولمة الاقتصادية وتأثيرها على حياتنا أفراد ودول


إن العولمة ليست جديدة العهد على بلادنا. فقد بدأت منذ بداية الحضارة. حيث تمثلت في تبادل الناس للبضائع مع جيرانهم من مناطق مجاورة. وبتقدم الثقافات وتوفر وسائل النقل أصبحت تجارتهم وسلعهم تصل إلى مناطق بعيدة.

ومثال على ذلك طريق الحرير والذي يعد شبكة قديمة تصل مناطق أوروبا بشمال أفريقيا وشرق أفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأقصى. 


دور العولمة الاقتصادية
دور العولمة الاقتصادية

وبعد الاستكشاف الأوروبي لخريطة العالم الجديد. انتشرت العولمة على نطاق أوسع. حيث تم تبادل منتجات كثيرة منها النباتات والحيوانات والأطعمة. بالإضافة لتبادل الثقافات والأفكار والتكنولوجية الرقمية. حيث ازداد مؤخراً معدل العولمة بسبب التطور السريع للاتصالات والنقل. فقد زادت فرص المشاركة في استثمار الشركات.

مفهوم العولمة الاقتصادية.

العولمة هي نظام يفرض الدكتاتوريات التي يفترس فيها الأقوياء للضعفاء بحجة حرية السوق (الطحان وآخرون، 2011). وبمعنى آخر هي اندماج أسواق العالم كالاستثمارات المباشرة والتجارة والتقانة وانتقال الأموال في إطار رأسمالية الأسواق الحرة (الأطرش، 2000، ص9).

وتعتبر العولمة الاقتصادية أحد أجزاء التطور العام للرأسمالية. تهتم بنشر العادات والقيم الغربية في المجال الاقتصادي. كفتح الأسواق. وحرية الاقتصاد. وترك الأسعار لآلية العرض والطلب. وتخلي الحكومات عن النشاط الاقتصادي.

وربط اقتصاد الدول النامية بالاقتصادي العالمي. مما يفسح المجال لأصحاب رؤوس الأموال بزيادة ثرواتهم من خلال زيادة حركة رؤوس الأموال. (عرسان، 1998، ص19).

هي زيادة الاعتماد الاقتصادي بصورة تبادلية بين مختلف الدول، فضلاً عن تكامل وتنوع المعاملات التي تحدث عبر الحدود، كما أنها تصف القضايا والعمليات والأنشطة التي تحدث في مختلف انحاء العالم إلى نتائج مهمة على مستوى الأفراد والمجتمعات في بقية أجزاء العالم. (سلطاني، 2016 ، ص364)

الآثار الإيجابية والسلبية للعولمة الاقتصادية.

الآثار الإيجابية.(الطحان وآخرون، 2011،ص64)

  1. إن العولمة الاقتصادية تحفز الدول على إعادة هيكلية اقتصاداتها بقصد مواجهة التحديات الناتجة عنها.
  2. تحسين مستوى معيشة الفرد وزيادة فرص العمل المتاحة. فضلاً عن رفع كفاءة توظيف الموارد على المستوى العالمي.
  3. تعميق الاستفادة من التقدم والتطور التكنولوجي الحديث. فضلاً عن فتح فرص استثمار أكثر.
  4. رفع معدلات النمو الاقتصادي. من خلال اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية بهدف الاستثمار في مجال الخدمات البتروكيميائية والغاز والسياحة.

الآثار السلبية.(الطحان وآخرون، 2011،ص65)

  1. إضعاف الأمن الاقتصادي بسبب تزايد التبعية للاقتصاد العالمي وتأثر الاقتصاد الوطني بتقلبات وتطورات السياسات الخارجية.
  2. تزايد الفروقات والتفاوتات في الدخول، والتأثير على الميزانية العامة للدول. كل ذلك بسبب خفض التعرفة الجمركية على السلع المستوردة.
  3. تعرض القطاعات الاقتصادية في المجالات الزراعية والسلعية، والخدمية المحلية. والاتصالات، وأعمال المهن الحرة. وغيرها لهجمات تنافسية من السلع والخدمات والمواد المستوردة من الدول المتقدمة. وبالتالي اختفاء الصناعات من مجالات المنافسة.
  4. تطبيق الإصلاح الزراعي وإلغاء الدعم الزراعي في البلدان الصناعية التقدمية يسبب ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية والغذائية، مما يؤثر سلباً على ميزانية المدفوعات لاستيراد المواد الغذائية.
  5. تفشي البطالة وزيادة التخلف الاقتصادي وزيادة شريحة الفقراء والجريمة المنظمة.

تأثير العولمة الاقتصادية على حياة الأفراد والدول وأسباب ذلك مع الأمثلة.

يمكن وصف كيفية تأثر حياتك. أو حياة من حولك. أو وضع دولتك من خلال ذكر أمثلة تدل على العولمة الاقتصادية (منتجات وسلع، شركات، قرارات سياسية، إلخ). كما يمكننا وصف العوامل التي أدت إلى تلك الأمثلة التي تدل على العولمة الاقتصادية كمايلي:

تأثير العولمة الاقتصادية على حياتنا. مع ذكر الأمثلة والعوامل التي أدت إلى تلك الأمثلة.

لا يمكن تجاهل تأثير العولمة الاقتصادية على حياتنا اليومية كأفراد ومجتمعات ودول. حيث لها آثار إيجابية تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتطور الحركة التجارية بين الدول. ولها آثار سلبية تفوق إيجابياتها. حيث يرى علماء الاقتصاد من النقاد أن تأثيرها على الدول النامية وخاصة الشركات الصغيرة منها. يمنعها من منافسة الشركات الكبرى. كما أن المستهلكين يقف في وجههم تكاليف إنتاج أعلى. 

بالإضافة لمخاطر الاعتماد على المصادر الخارجية. أوجدت في مجتمعاتنا سلوكيات تنفي قيم النزاهة والضمير المهني وتلغي قداسة العمل الجيد والمسؤول. وخصوصاً أن العولمة قد أدت إلى توسيع حجم الاسواق واتساع هيمنة المؤسسات العملاقة التي اكتسبت القدرة على تداول الأموال والتحكم بالأسعار.

 فكان من هدفه الحصول على الأموال بطريقة سريعة ومربحة دون مراعاة القيم الانسانية وذلك من خلال التهرب الضريبي والرشوة وغسيل الأموال. حيث تشير الدراسات أن تبييض الأموال قد بلغ 5.2 % من إجمالي الناتج القومي العالمي حسب تقدير الصندوق النقد الدولي (المحمد. 2022).

إن التطور التكنولوجي في مجال المعلوماتية والاتصالات وبيع وشراء المنتجات عبر الانترنت. أدى إلى تفشي ظاهرة البطالة بسبب العولمة الاقتصادية. حيث ضربت الكثير من الاقتصادات والمجتمعات. من خلال فتح المجال للمنافسات والمضاربات المالية. عن طريق بيع وشراء الأسهم والعملات المختلفة. ليصبح رأس المال يعبر القارات في أجزاء من الثانية. 
فضلاً عن انتشار طابع اقتصاد الكازينو الذي طغى على النظام المالي العالمي. وسبب له الاختلال وعدم الاتزان. كل ذلك عرّض المؤسسات المالية والصناعية لإفلاس. مما دفعها لتسريح موظفيها كما حدث في سنة 2008. (الصافي، 2013).

كما أن ابتكار تكنولوجيا المعلومات الرقمية والاتصال الفوري ساهم في توفير ظروف النقل السريع لأصول الأموال متجاوزاً الحدود. 

ففي حالات الحروب نجد أن أصحاب الشركات ورؤوس الأموال يعملون على تهريب أموالهم إلى بنوك خارجية. مما يضعف من اقتصاد بلادهم بشكل مضاعف. بدلاً من مساندة الاقتصاد الوطني الذي ينهار نتيجة الحروب.

وبالتالي انهياراً أكثر بانخفاض رصيد البنوك الوطنية. واستثمار التجار لأموالهم في بلدان متطورة بهدف زيادة الأرباح. وفي النتيجة فإن البلدان المتقدمة هي من يستفيد من تلك الأموال والاستثمارات. (باحمدان، 2020).

تأثير العولمة الاقتصادية على وضع الدول. مع ذكر الأمثلة والعوامل التي أدت إلى تلك الأمثلة.

كما البلدان الأقل تطوراً ستبقى تابعة للبلدان الأكثر تطوراً وفق نظرية التبعية. والدول الغنية ستستخدمها كمصادر للمواد الأولية. والعمالة الزهيدة الأجر. بالإضافة لمنع تلك الدول الفقيرة من محاولة الاستقلال والنمو. وإيجاد معامل لها لصناعة منتجاتها محلياً. 

أولاً - السيطرة على مصادر وأسواق الإنتاج.

فقد كان سيطرة الرأسمالية على العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. من أهم الأسباب التي دعت إلى العولمة. بهدف التحكم بالاقتصاد العالمي. من خلال التعامل المشترك بين الدول بقصد تأمين مصادر أولية للاستيلاء عليها. وأسواق استهلاكية أكثر بآن واحد. (باكير، 2019).

ونذكر مثال المكسيك التي يتم استخدام مصادرها الأولية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهود. إذ تقوم الولايات المتحدة بشراء النحاس من المكسيك حيث تتوافر مناجم النحاس. ثم تقوم بصناعة منتجات جاهزة لتعود وتبيعها للمكسيك. (باحمدان، 2020).

ثانياً - استغلال انخفاض الشروط المفروضة على التجارة.
وقد ترتب على العولمة إمكانية تصنيع منتجات رخيصة لأجزاء مختلفة في مناطق مختلفة من العالم. ومن ثم تجميع تلك الأجزاء وتركيبها كوحدة كاملة جاهزة للبيع. وكان ذلك بسبب انخفاض الشروط والقيود المفروضة على التجارة والاستثمار. والتي كانت سبباً من أسباب ظهور العولمة (بكير، 2021). 

مثل صناعة السيارة. حيث إن شركات السيارات الأمريكية التي نقلت معظم عملياتها إلى المكسيك بسبب العمالة الرخيصة. مما زاد من فرص العمل والوظائف فيها. وبالتالي تأثير إيجابي على الاقتصاد بشكل عام في تلك البلدان وعلى المستوى المعيشي للأفراد بشكل خاص.



ثالثاً - استغلال العمالة الرخيصة.
كما أن العمالة الرخيصة الأجر في المكسيك ساهمت في وجود مصانع متعددة على الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية. بهدف إنتاج سلع بأقل تكلفة وبالتالي توفير سلع رخيصة في الأسواق الأمريكية. ومنع المكسيك من تطوير صناعاتها محلياً. (باحمدان، 2020).

كان للعولمة تأثير على قطاع الخدمات. فقد قام العديد من الشركات الأمريكية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية. بالاستعانة بشركات هندية خارجية. لتكون مراكز اتصالات وخدمات تكنولوجية رقمية. (باحمدان، 2020).

مما سبق نجد أن ليس كل ما هو ناتجاً عن العولمة مفيد. فعلى الرغم من إيجابياتها. لها سلبيات كثيرة ومدمرة لبعض الموظفين. فعند الاستعانة بعمالة زهيدة الأجر سوف تقضي على مصادر دخل لهؤلاء الموظفين. 
كما ان التداول بين الدول بالبيع والشراء لأدوات الاستثمار الأجنبية كالعملات والأسهم والسندات. التي قد يفرض عليها عقوبات بسبب عدم الالتزام بشروط العولمة الاقتصادية. وبالتالي خسارتها ومن ثم أزمات اقتصادية كبرى لأصحابها.

المراجع.

  1. الأطرش، محمد. (2000). حول تحديات العولمة الاقتصادية. مجلة المستقبل العربي. العدد (260). بيروت.
  2. الصافي، قصي. (2013). العولمة والبطالة وانعكاساتها على العالم العربي. الحوار المتمدن. متاح على الرابط https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=357110.
  3. الطحان، فراس عبد الجليل وعبد العزيز، أحمد وزكريا، جاسم (2011). العولمة الاقتصادية وتأثيراتها على الدول العربية. العدد 86. مجلة الإدارة والاقتصاد. 
  4. المحمد، شذا. (2022). تأثير العولمة الاقتصادية على حياتنا الحالية. موضوع. متاح على الرابط https://2u.pw/1YJUk .
  5. باحمدان، أنس سعيد. (2020). العولمة وآثارها الاقتصادية. صحيفة مال. متاح على الرابط https://maaal.com/2020/11/164405-2.
  6. باكير، آلاء ناصر. (2019). أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث. الحوار المتمدن. العدد 6325. متاح على الرابط https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=646865 .
  7. بكير، مرام. (2021). تاريخ ظهور العولمة: أهم الحقاق والمعلومات. موقع بنيان. متاح على الرابط https://2u.pw/2FpY0z.
  8. سلطاني، سلمى. (2016): العولمة الاقتصادية. العدد (26). المجلد(2). مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية. دراسات اقتصادية. جامعة زيان عاشور بالزلفة. الجزائر. 
  9. عرسان، علي عقلة. (1998). الأسبوع الأدبي. العدد 602. دمشق.
google-playkhamsatmostaqltradent