recent
أخبار ساخنة

الوراثة وعلم التَّخَلُّق - تأثير علم الوراثة على السلوك الإنساني


تأثير علم الوراثة وعلم التخلق علينا كأشخاص.

مفهوم علم التخلق.

علم التخلق هو دراسة التغيرات والتحولات الوراثية للكائنات الحية والتي تنتج عن تعديل وتغيير التعبير الجيني، بدلاً من تعديل المادة الوراثية لهؤلاء الكائنات. وعلم الوراثة هو مجموعة العوامل الداخلية والخصائص الحسية والعقلية والجسمية والتي وجدت منذ بداية الحياة والمتنقلة من الأجداد إلى الأبناء من خلال الجينات الوراثية (خوجلي،2001، ص175).


تأثير علم الوراثة على السلوك الإنساني
الوراثة وعلم التَّخَلُّق - تأثير علم الوراثة على السلوك الإنساني


يُعد علم التخلق " ما فوق الجينات " حقل علمي جديد يبحث في التغيرات الناتجة عن كل من تنشيط الجينات وتثبيطها دون تغيير في ترتيب سلسلة الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين.

إننا ننتظر من علم التّخلق نتائج ومعلومات أكثر حول الخلية. من خلاله يتم توضيح وتعريف ماهية الخلية وليس مجرد مراقبة لمستويات التعبير الجيني. كما يدرس علم التخلق التغييرات التي تحدثها السلوكيات والبيئة في آلية عمل المورثات (قوجة، 2021).


مفهوم علم الوراثة.

وهو علم يبحث غي دراسة الجينات وتناقلها. وكيفية انتقال الخصال والصفات والطبائع الوراثية عبر الأجيال، ويحاول العلماء من خلال أبحاثهم الإجابة عن آلاف التساؤلات مثل: ما هي الجينات وما هي المورثات؟ وكيف تظهر الصفات الوراثية في جيل وتختفي في جيل آخر؟ وكيف تظهر الخصال الجديدة في جيل لم تكن موجودة في جيل سابق؟ وغيرها من الأسئلة (القحطاني، 2013، ص135)

هل الجينات تتحكم في شخصية وطباع الإنسان.

يقول علماء النفس إن الجينات كانت أكثر تأثيراً في تشكيل السمات الرئيسية من بيئة منزل الشخص ومحيطه. إن الخصائص المتأثرة وراثياً يمكن أن تكون مفتاحاً لمدى نجاح الشخص في الحياة، ويزداد احتمال انتقال هذه الخصال والسمات الشخصية عن طريق الأبوين عندما يكون الارتباط الجيني أكثر قوة (السيد،2021).


تأثير علم التخلق على وجهة نظرنا تجاه الأشخاص الآخرين.

يؤثر علم الوراثة وعلم التخلُق على وجهة نظرنا إلى الأشخاص الآخرين وكيف نتفاعل معهم خلال علاقاتنا. حيث إن التعاطف والتعامل مع الآخرين هو جزء من حياة الإنسان وتفاعله مع الآخرين، وبعض البشر يميلون للتعاطف بصورة أكبر من غيرهم في الأفراح والأتراح. 

وغالب الأمر يُعتَقد أن التعاطف يتأثر بشكل رئيسي وخاص بالخبرات والسلوكيات الإنسانية للبشر، بالإضافة للتأثيرات والمشاعر التي رافقت فترة الحمل وخلال تكون الجنين.

ويتأثر السلوك الإنساني بكل من الجينات الموروثة وكذلك البيئة التي نعيش فيها. تُلاحظ الاختلافات في السلوك البشري كل يوم. ووفقاً لعلم الوراثة السلوكية، يُظهر كل فرد سلوكيات معينة مهمة ومفيدة (السيد،2021).


هل الجينات الوراثية تؤثر في الشخصية على السلوك الإنساني.

أثبت بعض الدراسات في جامعة بافلو الأمريكية أن الجينات الوراثية تتحكم في السلوك البشرى وفي طبيعة الإنسان باعتباره شخصاً لطيفاً أو شخصاً فظاً. وبالتالي لا يمكن النفي بأن الإنسان قد يولد حاملاً تلك الطباع والسمات الشخصية.

ونشرت مجلة العلوم النفسية هذه الدراسة وفيها أن الإنسان لا يكتسب الخصال أو الطباع الحميدة من سلوك جيد وقلب طيب أو الخصال السيئة كالكره والكذب والعصبية من الأشخاص في وسطه المحيط أوفي البيئة التي ترعرع فيها. بل هي طباع وخصال تم اكتسابها عبر الجينات الوراثية التي يحملها أحد الأبوين أو الأقارب (العربية نت، 2012)

والكثير من خصال وصفات الإنسان تعتمد على الاستعداد الجيني، حيث تنمو وتتطور وتترعرع بالاتجاه المناسب لها. إلا إن الإنسان يمكنه استئصال الخصال والسلوكيات السلبية فيه ومحاولة تحفيز السلوكيات الإيجابية منها بالإرادة والتربية. بهدف تخليص النفس البشرية من شوائبها، وتحويلها إلى النقيض.

كما إن دور الأسرة يحدد سلوك ومقومات الشخصية الفكرية والعاطفية والنفسية. حيث ينعكس التعامل مع الأبناء على اتزانهم النفسي والانفعالي. ولهذا يختلف الوضع النفسي من فرد إلى آخر في العائلة الواحدة أو في العديد من العائلات، وفقاً لنوع السلوك والمعاملة التي يواجهها من حيث الرعاية أو الإهمال. 

وبالتالي نجد أنه من الضرورة خلق وسط عائلي ومحيط تربوي مناسب. يسهم في إصلاح النفس الإنسانية التي ينعكس إصلاحها إيجابياً على إصلاح البيئة والمجتمع الإنساني المحيط (حسن، 2018).

تأثير علم الوراثة وعلم التخلق على مفاهيمنا تجاه الثقافات والمجتمع.

يؤثر علم الوراثه وعلم التّخلُق على مفاهيمنا وتصوراتنا وأحكامنا على الناس والثقافات والسكان و المجتمع. حيث تتأثر الخصائص والسمات الفردية بمختلف العوامل البيئية والثقافية والمجتمعية فتختلف تصوراتنا وأحكامنا على الآخرين. فبعضهم يعيش ضمن أسرة والدية، بينما البعض الآخر يعيش في الملاجئ أو دور الأيتام، وهناك البعض تأثر ببيئة الأقران. 

كما أن تأثير الثقافة المجتمعية وما فيها من العادات والتقاليد باعتبارها أنماطاً ثقافية يأخذها الفرد ويكتسبها بالتشرب. كذلك خصائص الموقع الجغرافي من موقع جغرافي وتضاريس وحرارة ورطوبة جميعها يؤثر على تصوراتنا وعلاقاتنا بالمحيط. 

بالإضافة للمحددات الثقافية، حيث تتحدد الشخصية من خلال ما تتم تأديته من أدوار يمكن أن يتوقعها المجتمع. فكل دور له إطار من السلوك حتى يتم اعتباره مقبولاً ثقافياً. فإذا انحرف الإنسان عن حدود هذا السلوك سيتعرض بضغوط اجتماعية. كما تحدد البيئة بمستواها الغني والفقير في طبيعة الشخص وثقافته وخصائصها. فضلاً عن محددات التعليم التي تقدمه البيئة الثقافية والاجتماعية لتقوم بإحداث الفروق بين الأفراد (عطية، 2007، ص64-65).

أسباب الاختلاف في الشخصيات.

من خلال الدراسات على مجموعات بشرية تبين أن أسباب التفاوت بين شخصيات البشر تتمثل في العديد من الأسباب:

  1.  اختلاف الأمزجة.
  2. اختلاف أحوال الوالدين من صلاح وفساد.
  3. فقر وغنى. 
  4. اختلاف الخلقة.
  5. اختلاف توافر الأغذية من طعام ومشرب وأدوية.
  6. اختلاف طرق التربية والتأديب وتعويد الأبناء للعادات والصفات الحسنة أو السيئة.
  7. اختلاف سعي الفرد واجتهاده في تزكية النفس بالعلم والعمل.

ولا ننسى الطبع والتطبع وبيانه في اكتساب السلوك الأخلاقي (النمرات وبني يونس، 2021، ص 380-383).

في الختام 👈يجب التنويه إلى ضرورة الجمع بين تأثير كل من البيئة والوراثة. فالطبع يؤثر على الإنسان، والتطبع يؤثر في تحويل بعض الطباع إلى سلوكيات جديدة تبعاً للمجتمع والثقافة التي تحيط بمجتمعاتنا، فللذات دور في اكتساب العادات التي هي نتاج العامل البيئي.

المراجع.

  1. السيد، شيرين. (2021). هل الجينات الوراثية تتحكم في شخصية وطباع الإنسان. موقع مرسال. متاح على الرابط https://www.almrsal.com/post/1075646.
  2. العربية نت. (2012): الجينات الوراثية تتحكم في شخصية وطباع الإنسان. العربية نت. متاح على الرابط https://www.alarabiya.net/articles/2012%2F04%2F18%2F208532.
  3. القحطاني، سعد بن حسين سعد. (2013): علم الخلية والوراثة. جامعة الملك سعود. الرياض.
  4. النمرات، محمد يحيى محمد وبني يونس، أسماء عبد المطلب (2021). محددات الشخصية من منظور علم النفس والإسلام دراسة تأصيلية. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية. قسم الدراسات الإسلامية. كلية الشريعة. جامعة اليرموك. الأردن.
  5. حسن، سهيلة. (2018). الأخلاق... والجينات الوراثية. الراي. متاح على الرابط https://2u.pw/nzNSFI.
  6. خوجلي، هشام عثمان. (2001). علم نفس النمو: الخلفيات العلمية. ط1. الدار السعودية للنشر والتوزيع. جدة.
  7. قوجة، سوار(2021): ماهو علم التخلق أو علم ما فوق الجينات؟. أنا أصدق العم. متاح على الرابط https://2u.pw/kZahP.
  8. عطية، طارق إبراهيم دسوقي. (2007). الشخصية الإنسانية بين الحقيقة وعلم النفس. دار الجامعة الجديدة. الإسكندرية.
google-playkhamsatmostaqltradent