recent
أخبار ساخنة

حالات اقتصادية في الحياة - حالة السواء أو حالة تغير في ميزانيتك المخصصة للإنفاق على سلعتين

الصفحة الرئيسية


الحالات الاقتصادية التي تواجهنا في الحياة

نمر في حياتنا بالعديد من الحالات الاقتصادية نذكر منها ما يرتبط بحالة السواء بين سلعتين. أوحالات يحدث فيها تغيير (ارتفاع أو انخفاض) في الميزانية المخصصة للإنفاق على سلعتين. فضلاً عن حالات طبقت فيها قاعدة تعظيم المنفعة. سنذكر أمثلة على كل حالة من هذه الحالات.



حالات اقتصادية في الحياة - حالة السواء  أو حالة تغير  في ميزانيتك المخصصة للإنفاق على سلعتين




أولاً – حالة سواء عند الاختيار بين سلعتين أو منتجين. وسبب عدم الاهتمام لشراء أي منهما؟


في البداية يمكننا تعريف حالة السواء بأنها المقارنة بين منتجين أو سلعتين تملكان نفس الاستحسان لدى المستهلك وتعطيه نفس الدرجة من التشبع، وتستخدم منحنيات السواء لإثبات تفضيل المستهلك للسلع وفقاً لميزانيته التي تفرض على اختياراته من قيود، وتم دراسة تلك المنحنيات عند دراسة اقتصاديات الرفاهية (أبو أصفر، 2022).

كما إن المستهلك يحدد الكميات والسلع التي يستهلكها. بحيث تحقق له حالة التشبع القصوى إن أمكن. عن طريق الجمع بين تفضيلاته المتمثلة. بمنحنيات السواء وإمكانياته المالية المتمثلة بالميزانية. في نقطة يصل عندها المستهلك إلى حالة التوازن. في اختياره للسلع التي يرغب باستهلاكها ويفضلها عن غيرها. بحيث تحقق له التشبع وفي نفس الوقت تكون ضمن حدود إمكانياته المالية (البدور وأحمد، 2021، ص165).

أمثلة على حالات من حياتنا.

حالة1-

كنت أشعر بحالة سواء بين شراء سيارة جديدة أو دفع رسوم الجامعة. ووجدت نفسي في مواجهة الاختيار بين شراء سيارة جديدة. أو تلبية المتطلبات المالية لاحتياجات التعليم العالي.

والسبب الذي جعلني لا أهتم أيهما سأقوم بشرائه. هو أنني كنت بحاجة ماسة إلى كلا الشيئين. فأنا بحاجة لدفع أقساط الجامعة ورسومها. وكذلك بحاجة للذهاب إلى الجامعة بسيارة خاصة . تحقق لي الرفاهية وتوفير الوقت بدلاً من استخدام وسائل النقل العامة. وكان لدي ميزانية محدودة. لذا، لم يكن بإمكاني اختيار الاثنين في نفس الوقت.

في هذه الحالة، قد تكون هناك عوامل تؤثر في قراري كالميزانية المحدودة. والحاجة الملحة التي تؤثر على قدرتي على اتخاذ قرار لتنفيذ أحد الخيارين. فقد يجعلك الاعتبار لمستقبلك الأكاديمي. وفرص الحصول على وظيفة جيدة أن تفضل دفع أقساط الجامعة. وتأجيل شراء سيارة جديدة. وبالتالي في هذه الحالة، قد لا تهتم للسيارة بنفس القدر الذي تهتم به في حالة كانت الميزانية المتاحة لديك أكبر.

حالة 2-

كنت أشعر بحالة سواء بين شراء محل تجاري أبدأ به مشروعي. أو شراء سيارة أعمل عليها في توصيل الطلبات. والسبب الذي جعلني لا أهتم أيهما سأقوم بشرائه. هو أنني كنت بحاجة ماسة إلى كلا الشيئين. لأزيد من دخلي لأغطي مصاريف عائلتي، وكان لدي ميزانية محدودة. لذا، لم يكن بإمكاني شراء الاثنين في نفس الوقت.

في هذه الحالة، قد تكون هناك عوامل تؤثر في قراري مثل الميزانية المحدودة. والحاجة الملحة التي تؤثر على قدرتي على اتخاذ قرار لتنفيذ أحد الخيارين.

نستنتج أن المستهلك يحدد الكميات التي يستهلكها بحيث تحقق له أقصى إشباع ممكن. من خلال الجمع بين رغباته وتفضيلاته. المتمثلة بمنحنيات السواء وإمكانياته وقدراته المتمثلة بالميزانية. في نقطة يصل عندها المستهلك إلى حالة التوازن في اختياره للسلع. التي يفضلها وتحقق له التشبع. وفي نفس الوقت تكون ضمن حدود إمكانياته (البدور وأحمد، 2021، ص165).

حالة 3-

لقد واجهت موقف لم أكن قادراً على التمييز فيها بين منتجين. عندما كنت أشتري مستحضرات تجميل. صادفت منتجين من شركتين مختلفتين. وكلاهما شركات عالمية ويبيعون أفضل المنتجات. ولكن أسعارهما متشابهة . وهنا مررت بوقت حالة منحنى السواء. لأن كلا المتجرين وفرت لي نفس مستوى الرضا والمنفعة. لذلك لم أكن مهتماً لأي منهما سأقوم بشرائه.

حالة 4-

عندما تجولت في السوق لحاله شعرت بنفس الشيء بين منتجين. عندما قررت شراء جهاز حاسوب محمول بمواصفات تناسب التصميم الجرافيكي. وجدت جهازين من سوني وديل بنفس المواصفات المطلوبة وبنفس السعر. لذلك جلب لي كلاهما نفس الربح وراض عن نفس الرغبة بالنسبة لي. لذلك لم أكن مهتماً لأي جهاز حاسوب سأشتري.

حالة 5-

يوجد هناك منتجين من فئة الهواتف المحمولة. أجد نفسي غير مهتم كثيرا بأي منهما سأقتني. وهما الهاتف النقال من طراز Plus 10 . التي تنتجه شركة سامسونج الكورية الجنوبية. والهاتف النقال من طرف Pro30 . التي تنتجه شركة هواوي، والتي تتخذ من مدينة شنجن في الصين مقرا لها.

عندما أردت شراء الهاتف النقال، وجدت أن كليهما لديه نفس القدر من وحدة المعالجة. وبطارية شحن متقاربة في عدد ساعات الاستخدام. وذاكرة الوصول العشوائي كانتا متشابهة في الاداء. وكذلك الكاميرا التصوير ودقاتها. وكذلك المراجع بخصوص سعر الجهازين فهما متقاربين جداً.

لذلك كنت أشعر بحالة سواء بين هذه السلعتين. فالشركتين تعتبران من الشركات الرائدة. في صناعة الأجهزة الإلكترونية. وتجدد الهواتف النقالة، لم يكن هناك شيء يمكنني استخدامه للتمييز بينهما. لأن كلاهما على ذات القدر من الجودة والقبول لدي.


ثانياً - حالة تغيير (ارتفاع أو انخفاض) في ميزانيتك المخصصة للإنفاق على سلعتين، وأثر هذا التغير على اختيارات الاستهلاك الخاصة بك


إن حالة التغيير في الميزانية المخصصة للإنفاق على سلعتين تُعرف في الاقتصاد الجزئي. باسم " تغير في الدخل ". ويحدث هذا التغيير عندما يزيد أو ينخفض دخل المستهلك. مما يؤدي إلى زيادة أو انخفاض ميزانيته المتاحة للإنفاق على السلع. 

أي ان الفرد يكون محدود الاستهلاك تبعاً لمحدودية دخله. فضلاً عن أن طبيعة ونوعية الاستهلاك تتبع لمقدار الدخل الذي يملكه للمستهلك. وهو ما يسمى الدخل المخصص للإنفاق (الصميدعي، 2010، ص284).


يمكن تحديد الوقت الذي حدث فيه تغيير في ميزانيتي المخصصة. للإنفاق على سلعتين عند دخولي للجامعة لإكمال دراستي العليا. ازدادت مصاريفي الجامعية وهذا يعني تخفيض في الميزانية. لأن الميزانية لم تعد تتناسب مع تكاليف الجامعة، فكنت أضطر لاتخاذ قرارات استهلاكية استناداً إلى الميزانية المتاحة.

مثال 1-

بدلاً من شراء سيارة جديدة، اضطررت إلى استخدام سيارة العائلة. وتأجيل شراء سيارة خاصة بي حتى أتمكن من تلبية المتطلبات المالية للتعليم العالي. قد تكون هناك بعض الضغوط الاجتماعية لشراء سيارة خاصة. كالرفاهية وتوفير الوقت وتقليل التعب الجسدي. ولكن قضاء أموالي على التعليم كان الأولوية بالنسبة لي.

بشكل عام، التغيير في ميزانيتي للإنفاق على سلعتين. أثر على اختيارات استهلاكي وجعل أولوية الاستثمار في التعليم العالي. على حساب شراء سيارة جديدة أو استهلاك سلع غير ضرورية.

مثال 2-

قمت بشراء هاتف ذكي جديد بدلاً من استخدام هاتف قديم متهالك. كما قمت بشراء سيارة من الطراز الحديث والأكثر راحة بدلاً من سيارتي القديمة. هذه القرارات كانت ممكنة بسبب زيادة الميزانية المتاحة لدي. وكانت تعزز منفعتي الشخصية . وتلبي رغباتي الشخصية في استهلاك سلع ذات جودة عالية.

مثال 3-

عندما انتشرت جائحة كورونا كنت أعمل موظفاً في أحد الشركات. وخفضت الشركة رواتب الموظفين إلى 50% وبعدها تأثرت ميزانيتي بشكل كبير. وكنت أرغب بتغيير أثاث غرفتي بالكامل. ولكنني اضطررت لعدم تغييرها كاملة. فقط اكتفيت بتغيير سرير النوم . وذلك بسبب عدم امتلاكي للمال بشكل كبير بسبب الأزمة التي مررت بها. ولكن بعد فترة تحسنت الأمور ورجعت الرواتب كما كانت وغيرت أثاث غرفتي بالكامل.

من الطبيعي عندما تنخفض ميزانيتي سيؤثر ذلك على مدى استهلاكي. وعندما تزداد ميزانيتي سوف أنفق نقودي بشكل عام. وإذا انخفضت سأشتري فقط الاحتياجات المهمة.

مثال4-

كنت أرغب في شراء سيارة كبيرة من نوع الجيب في غضون عام. ولكن بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة بالإضافة لميزانية الأطفال. كان هناك ما يكفي من سيارات السيدان الصغيرة. لذلك قمت بتخفيض التكاليف بسبب انخفاض الميزانية (اختيار سيارات الجيب وسيارات السيدان). في اختيار سيارات السيدان، كان الاختيار مناسباً جداً بالنسبة لي في ذلك الوقت. حيث كانت السيارة التي اخترتها أرخص من السيارات الأخرى. مع دفعة أولى أقل، وأقساط شهرية أقل، وأقل من تلك تناسب ميزانيتي بعد انخفاض استهلاك البنزين.

مثال 5-

كان الاوقات الذي حدث فيه تغيير في ميزانيتي لسلعتين، حينما ارتفع أجري الذي أتقاضاه من جهة عملي. وبسبب ذلك ارتفع قيود ميزانيتي وسأصبح جاهزاً لتلبية اثنين من متطلباتي الرئيسة . والتي كانت عبارة عن سيارة وجهاز الأيباد.

كانتا هاتين السلعتين ذات أهمية كبيرة ولا غنى لي منهما. بسبب حاجتي لهما، بالنسبة للسيارة سهولة تنقلي في الجامعة ومكان العمل. أما بالنسبة في جهاز الأيباد فانه يساعد على مذاكرتي وتلخيص محاضراتي. كما أثر التغيير بشكل إيجابي على تفضيلاتي الاستهلاكية الخاصة. أي أن ذلك كفل لي الرضا والاستحسان الذي احتاجه (عبد الصمد، 2020).

وهذا التغيير يمثل عاملاً مهماً في تحديد اختيارات الاستهلاك والطلب على السلع. مما يؤثر على نوعية وكمية السلع المستهلكة. فالأسر ذات الدخل المرتفع يختلف إنفاقها على السلع عن الأسر ذات الدخل المنخفض. مما يؤثر في النوعية والكمية المطلوبة من السلع. وبالتالي كل تغير في الدخل يصاحبه تغير في هيكل الطلب (نشاد، 2019، ص58).

المراجع.

  1. أبو أصفر، ليث. (2022). مفهوم منحنى السواء. موقع موضوع. متاح على الرابط https://2u.pw/OsrysSN.
  2. الفتلوي، كامل علاوي كاظم والزبيدي، حسين لطيف. (2018). توازن المستهلك ونظرية المنفعة. تم الاسترجاع من الرابط : https://almerja.com/reading.php?idm=103794.
  3. البدور، جابر محمد وأحمد، عبد الغفور أحمد. (2011). مبادئ الاقتصاد الجزئي. دار آمنة للنشر والتوزيع. عمان. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Reader/Book/31767.
  4. الصميدعي، محمود جاسم والعلاق، بشير عباس. (2010). مبادئ التسويق. عمان. الأردن: دار المناهج للنشر والتوزيع.
  5. عبد الصمد، لميس. (2020). المنفعة الحدية. أنا أصدق العلم. تم الاسترجاع من الرابط https://www.ibelieveinsci.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A9/.
  6. نشاد، حكيم. (2019). تأثير البلد المنشأ لمنتجات على القرار الشرائي للمستهلك الجزائري – دراسة تطبيقية حول " الأجهزة الالكترونية ". أطروحة دكتوراه في علوم التسيير. تخصص إدارة أعمال وتسويق. جامعة الدكتور يحي فارس – المدية. الجزائر.
google-playkhamsatmostaqltradent