recent
أخبار ساخنة

من صاحب مقولة " إذا لم يكن الله موجودًا، لكان من الضروري ابتكاره"؟

 

"بين الإيمان والابتكار: رؤية فلسفية لوجود الله"


المقولة "إذا لم يكن الله موجودًا. لكان من الضروري ابتكاره" يُعتقد أنها منسوبة إلى فلسفة الديسم (Deism). التي تؤمن بوجود إله ولكن ترفض المفهوم التقليدي للإله ككائن يتدخل في شؤون العالم بانتظام. يُعزى هذا الاقتباس بشكل خاص إلى الفيلسوف الفرنسي فولتير (Voltaire). والذي كان من المشهورين بآرائه المُلتبسة في الدين والفلسفة.


من صاحب مقولة " إذا لم يكن الله موجودًا، لكان من الضروري ابتكاره"؟


من هو فولتير؟

هو فرانسوا ماري آرويه. فيلسوف وشاعر وأديب فرنسي ولد في سنة 1694م. و" فولتير" هو اسمه المستعار الذي استخدمه عندما بدأ كتاباته المسرحية. درس في معهد " لوي لوغران " اشتهر بدفاعه عن الإنسانية وناقداً للمعتقدات الدينية. اعتنق مذهب التأليه. له عدة مؤلفات معادية للسلطات الفرنسية السياسية والدينية (طرابيشي، 2006، ص471-473).

كافح فولتير في فلسفته بهدف التخلص من جميع ما يقيد الحرية العقلية للإنسان. فأسس معالم التنوير على جانبين هما جانب الهدم وجانب البناء. حيث وقف ضد كل تقليد يعيق تقدم وحرية البشرية. (عطا الله، 2021، ص2).

تفسير شخصي لمقولة " فولتير" (إذا لم يكن الله موجودًا، لكان من الضروري ابتكاره). 

يمكنني تفسير هذه المقولة بأنها تمثل وجهة نظر فلسفية لفولتير ويعني برؤيته هذه أن الإنسان هو المسؤول عن إنشاء الإله. وأن الإله هو خيال من اختراع الإنسان. ومهمة هذا الخيال تفسير الظواهر التي لا يستطيع تفسيرها الإنسان بعقله المجرد. وبمعنى آخر. فإن الإله ليس له وجود حقيقي خارج تصورات البشر.

منذ الأزل اعتقد البشر بوجود العديد من الآلهة التي اخترعها أناس عاشوا في السابق. والشك في وجود الإله لجميع البشر هي فطرة بشرية. حيث قام بها النبي إبراهيم والنبي موسى عليهما السلام. وهذا دليل على صحة مقولة فولتير " إذا لم يكن الله موجودًا. لكان من الضروري ابتكاره ". 

وبما أن البشر يتشاركون في نفس الأفكار. فلا بد للنظريات أن تظهر. وكذلك الأمر فيما يخص الإله. أن فكرة وجود الآلهة في أذهاننا كبشر موجودة ولا يمكن أن تمحى مهما حاولنا ان نمحيها أو نكابر عليها. لذلك نعتبر كلامه حق.


ولكي نثبت أن موقفنا من هذه العبارة هو الموقف الصحيح يمكننا التفكير بعظمة وبساطة ما طرحه فولتير. فليس ضرورياً وحتمياً معرفة ماهية الله. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو الاستدلال على وجود الله. وأن الله هو خالق الكون. وقد استبعد فولتير فكرة العناية الإلهية أو اعتبارها أساس يقوم عليه تحديد مسار التاريخ. 

إذ يرى فولتير أن الله هو الذي خلق الكون وفق أسس وقوانين ثابتة. مستقلة عما يصدر عن البشر من أفعال. فالله منح العقل للإنسان ليحسن استخدامه بما يعود بالخير عليه وعلى الطبيعة من حوله. حيث تحرر الأفراد من الجهالة في العصور والبلدان التي يحكمها العقل. الذي يعد المرشد لتنتصر قوى النور على قوى الظلام.(النشار، 2020، ص184) .


فيستحيل على شخص أن يخلق نفسه أو أي شخص آخر. وهذه النتيجة تم الوصول لها بالعقل. لذا لا بد من الإيمان بأن هناك سبب أول للوجود. وهذا السبب يسمى " الله" ويتم التعرف عليه بالعقل فقط. فقد وهب هذا الإله البشر الروح والنفس. كما وضع قوانين الطبيعة. وهو من أعمر الكون. (زيدان، 2022، ص472) .

كما يجب أن نقتنع بأن وجود الله ضروري لتحقيق العدالة. تلك العدالة التي لا تتحقق إلا في الوقت الذي نرغب بتحقيقها. أو من خلال القضاء على العنف والتطرف. بالإضافة للسعي من أجل خلق التسامح بدلاً عن تلك الشرور. وإلا فما الهدف من وجود الله. ولذلك حسب مقولة فولتير. في حال عدم وجود لابد من اختراعه أو ابتكاره.


اختر الفيلسوف الذي وجدت أفكاره الفلسفية مهمة ومثيرة لك. ووضح مدى اتساقه مع ثقافتك.

يمكننا اختيار أحد الفلاسفة التالية أسماءهم:

فولتير.

الفيلسوف الذي وجدت أفكاره الفلسفية مهمة ومثيرة وتم اختياره هو فولتير.

كان فولتير من أهم فلاسفة عصر التنوير الذين ساهموا في تطوير هذا المصطلح وجعله الركيزة لقمع الحروب في أوروبا. ونشر ثقافة التسامح بين المجتمعات. بالإضافة لمحاربة أشكال التعصب وتحقيق السلام بين البشر واعتبارهم أخوة. حيث كانت معظم كتاباته وأفكاره تدور حول قيمة التسامح.

فقد كان فيلسوف وشاعر شغوف وشخصية فذة. تميز بفكره الفلسفي المميز. والظروف التي عاشها وخاصة زمن الثورة الفرنسية. كان لها الأثر الكبير والواضح في تكوين فكرة التسامح لديه. حيث إن الواقع كان يعكس التعصب والظلم السائد فيه. مما دفع بفولتير ليفتح آفاق وسبل الإصلاح عن طريق كتاباته الفلسفية. (برجي، 2020، ص7).

وقد احتل فولتير المكانة الهامة والأثر الكبير في أوروبا وبالأخص في عصر التنوير. بعد محاربته للظلم والتعصب ودفاعه عن التسامح والدعوة للسلام والحرية. حيث كتب عنه " فكتور هيجو" أن اسم فولتير يصف القرن الثامن عشر كله. فقد كان لإيطاليا نهضة ولألمانيا إصلاح. ولكن فرنسا كان لها فولتير. (ديوارنت، 1988، ص250).

كان قاموسه الفلسفي أحد كتبه المميزة. الذي اشتمل على مفاهيم عصر التنوير. حيث تناول بجرأة مواضيع عدة هدفها إعلاء منزلة العقل. مع هدم الفلسفات الميتافيزيقية والدعوة للسلام. ولم يكن بمقدور أي إنسان عادي قراءته. بل يجب ان يكون الشخص مميز ومهيأ لقراءة مثل تلك المعارف. (فولتير، 2016، ص9).

في الختام 👈كانت هذه الأفكار التي أتفق معها وفقاً لطبيعتي الشخصية وقناعتي بضرورة التسامح بين البشر. وميولي نحو المواضيع الإنسانية. كل ذلك كان سبب لاختياري هذا المفكر لمناقشة أفكاره الفلسفية حيث تتفق مع ثقافتي الاجتماعية والفلسفية.

أرسطو وأفلاطون.

ابن سينا.

كانط.

تشارلز سيميك.

ميكافيللي .

هانز مورغنثاو.



المراجع.

  1. النشار، مصطفى (2020). فلسفة التاريخ – نشأتها وتطورها من الشرق القديم حتى توبنبي. مكتبة المنهل. ملف PDF. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/118969.
  2. برجي، منيرة. (2020). فلسفة التسامح عند فولتير. رسالة ماجستير في العلوم الاجتماعية. كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة محمد خيضر. بسكرة. الجزائر.
  3. ديوارنت، ول. (1988). قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي، حياة وآراء أعاظم رجال الفلسفة في العالم. ترجمة: فتح الله محمد المشعشع. ط6. منشورات مكتبة المعارف. بيروت.
  4. زيدان، فايقة محمد جاد. (2022). الألوهية في الفكر الربوبي وموقف الإسلام. المجلد 14. مجلة جامعة الأزهر. كلية أصول الدين بطنطا. مصر.
  5. طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. ط3. دار الطليعة. بيروت.
  6. عطا الله، مريم. (2021). التراث والتنوير في فلسفة فولتير. رسالة ماجستير في الفلسفة العامة. كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. جامعة قاصدي مرباح ورقلة. الجزائر.
  7. فولتير. (2016). قاموس فولتير الفلسفي. ترجمة يوسف نبيل. ط1. هنداوي للطباعة والنشر. المملكة المتحدة.
google-playkhamsatmostaqltradent